ما الذي أرادته ايران من خلال إظهار سليماني في البوكمال بعد تحريرها؟

لم يكن مشهداً بلا دلالات مكثفة لكل راصد لمسار الصراع في الاقليم ان يُظهر إعلام "محور المقاومة" حدث مشاركة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في الساعات الاخيرة لتحرير آخر أحياء مدينة البوكمال اول من امس على النحو الاحتفائي والتهليلي الذي ظهرت فيه، وان تبث صوره على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحيي المقاتلين، وهم يتسابقون لمعانقته والتبرك به. فالامر ينطوي ولاريب على رسائل عدة ارادت طهران ومعها "محور المقاومة" تظهيرها وتطييرها بشكل دائري. ليس خافيا انه سبق للجنرال الاربعيني المهيب الطلعة ان ظهر قبل اقل من شهرين على هذه الصورة وهو يؤدي الصلاة عقب تحرير الجيش العراقي ووحدات من الحشد الشعبي للمرة الاولى جزءا من الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا. حينذاك قيل ان طهران تعمدت تظهير قائدها الاشهر في تلك الساعة بهدف ابلاغ كل اطراف المحور المعادي لها انها نجحت في اعادة وصل ما انقطع قسرا وقهرا بين عاصمتها وسوريا ولبنان، وانها استطرادا نجحت في فتح الخطوط بين العواصم الثلاث التي لها فيها الكلمة الفصل او اليد العليا (بغداد، دمشق، بيروت)، اي انها انجزت على المستوى الجيو - سياسي ما كان يحذره كثر وما كانت تخشى منه عواصم وازنة وتعتبره مصدر اخطار منذ اكثر من عقد من السنين.لكن ظهور سليماني بلحيته المشتعلة شيباً قبل يومين في البوكمال له دلالات اعمق واشمل، إن على مستوى التوقيت اولا ثم على المستوى الاستراتيجي ثانيا. فعملية تحرير البوكمال من قبضة تنظيم "داعش" تمت في لحظة بلوغ الغضب السعودي من طهران واذرعها العسكرية في...