مي منسى تصرخ صرخة ممثلة تراجيدية بلسان بطلتها: سوف أعود إلى رحم أمّي لأطلق سراحي وأولد ولادتي الثانية

تُواصل زميلتنا الأديبة مي منسى حضورها الخاص في الكتابتين الروائية والصحافية النقدية، كما لو أنها تباشرهما للتوّ، مرسّخةً مقالاً بعد مقال، وكتاباً في إثر كتاب، مكوّنات شخصيتها وأسلوبها وطريقتها التي تساهم في تشييد العمارة الثقافية، ولملمة شظايا الروح. روايتها الجديدة، "قتلتُ أمّي لأحيا"، الصادرة لدى "رياض الريس للنشر"، ترحالٌ في الذاكرة، على دروب السيرتين الذاتية والجماعية، مآسيهما، ومتاهاتهما الواقعية والافتراضية. هنا حوارٌ معها: ■ العنوان، "قتلتُ أمّي لأحيا"، رهيب حقاً. يوحي أن الرواية هي من جهة نوعٌ من سيرة ذاتية، وعائلية، ولا سيما من خلال استخدام صيغة الأنا. ويوحي من جهة ثانية أنه كان لا بدّ من قتل الأم لتتمكني أنتِ، أو البطلة، من عيش الحياة. ماذا تقولين عن هذين الإيحاءين الدلاليين، وعن مدى واقعيتهما ورمزيتهما؟- لا شك أن العنوان مقلق، يستوحي منه قارئه معاني عدة. ناشري، رياض الريس، هو أول من صدمه هذا العنوان، ناشري، إذ قرأ فيه قبل أن يتوغّل في محتوى الكتاب، رواية بوليسية، وكم أنا بعيدة عن هذا النوع من القصص. العنوان رهيب كما قلت. هو الذنب الذي حملته رشا، الشخصية الأساسية في القصّة، طوال حياتها. ماتت أمها وهي تطلقها إلى الوجود. أجل! تقول، قتلتُ أمّي لأحيا.في رواياتي السابقة إيحاءات من السيرة الذاتية، ولا سيما "أوراق من شجرة الرمان" و"ماكنة الخياطة". لقد كنت آنذاك تحت تأثير الدراما التي حصلت في بيت الطفولة بإصابة الإبن البكر بمرض نفسي، جرّ عائلة بكاملها إلى الهوّة. صرت أنا وأختي الشاعرة فينوس خوري غاتا، نحاول إحياء ذكراه، بغمس قلمينا في أشعاره وحفظ استعاراته النادرة التي لا تزال إلى اليوم قاموسي. فمن غير أن تستشير إحدانا الأخرى، صدر لشقيقتي من باريس، "بيت على حفافي الدموع"، فيما كانت "دار النهار" تتوّج أولى رواياتي، بـ"أوراق من...