الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

موغابي وحيداً بعد تخلي الحزب الحاكم عنه

موغابي وحيداً بعد تخلي الحزب الحاكم عنه
موغابي وحيداً بعد تخلي الحزب الحاكم عنه
A+ A-


كشفت مصادر في اجتماع استثنائي للجنة المركزية لحزب الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي - الجبهة الشعبية الحاكم أن الرئيس روبرت موغابي (93 سنة) أقيل من زعامة الحزب أمس وحل محله نائبه إمرسون منانغاغوا (75 سنة) الذي عزله موغابي هذا الشهر. 

وقال أحد الحاضرين للاجتماع: "لقد عزل... منانغاغوا هو زعيمنا الجديد". وأفاد مصدر في الحزب أن زوجة الرئيس غريس موغابي فصلت أيضاً من الحزب الحاكم.

ودعت جمعية المحاربين القدامي ورابطة الشباب لحزب "الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي - الجبهة الشعبية (زانو-الجبهة الشعبية) الحاكم في زيمبابوي الاحد الرئيس روبرت موغابي الى "الاستقالة" من رئاسة الجمهورية. وصرح رئيس جمعية المحاربين القدامى للصحافيين بان موغابي يجب ان يستقيل "اليوم". وأضاف ان "الجيش يجب ان ينهي القضية اليوم. عليه ان يقدم ذلك لهم اليوم".

وأصدرت رابطة شباب الحزب الحاكم بياناً جاء فيه: "نطالب بطرد السيدة موغابي من +زانو-الجبهة الشعبية+ ونطالب الرئيس موغابي بالاستقالة من منصب الرئيس والامين العام الاول للحزب ومن منصب رئيس جمهورية زيمبابوي". وقال إن "رئيس الدولة المسن يمكنه بذلك ان يرتاح"، مطالبة بـ"طرد" زوجته من الحركة.

وعبرت هذه الهيئة عن "ادانتها الحازمة" لاقصاء نائب الرئيس امرسون منانغاغوا من الحزب والحكومة واوصت "باعادته فوراً" الى مهماته.

وسجلت هذه التطورات بينما شهدت زيمبابوي السبت واحدة من كبرى التظاهرات التي نظمت في البلاد منذ الاستقلال ووصول موغابي الى السلطة عام 1980. وقد تجمع عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي في اجواء احتفالية للمطالبة برحيله.

وسيلتقي موغابي، الذي تخلى عنه حلفاؤه المقربون، هيئة اركان الجيش التي فرضت عليه الاقامة الجبرية. وقد منع الجيش الذي قدم رسميا دعمه لهذا اليوم المناهض لموغابي، آلاف المتظاهرين من التوجه بعد الظهر نحو القصر الرئاسي. وقالت روتيندو مايسيري (26 سنة) العاطلة عن العمل: "هذا ليس صحيحاً. لماذا يمنعنا الجنود من الذهاب الى القصر الرئاسي؟... سنبقى هنا"، فيما نظم متظاهرون اعتصاماً أمام آلاف الجنود الملثمين والمدججين بالسلاح. وعلى لافتات وسط صور كثيرة لرئيس اركان الجيش الجنرال كونستنتينو شيوينغا، كتب المتظاهرون "شكرا للقوات المسلحة".

وشارك في تظاهرات العاصمة وبولاوايو في جنوب غرب البلاد، ثانية مدن زيمبابوي، مواطنون من كل الاتجاهات السياسية، أي مقربون من الحزب الحاكم، زانو-بي.اف، والمعارضة أيضاً، والسود، والبيض في خطوة نادرة. وقد توحدوا جميعاً ضد رجل واحد هو موغابي. وكتب في لافتات رفعها متظاهرون: "لقد طفح الكيل، على موغابي ان يستقيل" و"أرقد بسلام يا موغابي" و"لا لسلالة موغابي".

وعلقت الممرضة ليسي كيفر (56 سنة) وسط أهازيج الابواق التي تصم الاذان: "هذا يوم تاريخي. لم أشارك قط في تجمع سياسي في حياتي. ولم أر قط الناس سعداء وموحدين الى هذا الحد". وقال ستيفانوس كرينوف، المزارع الابيض الذي طرد في اطار الاصلاح الزراعي المثير للجدل الذي اطلقه موغابي عام 2000: "منذ فترة طويلة لم يحصل شيء مماثل أي ان نكون معاً"، الاكثرية السوداء والاقلية البيضاء المتحدرة من أحفاد المستوطنين البريطانيين.

وأنهت هذه التظاهرات أسبوعاً شهد أزمة سياسية غير مسبوقة في زيمبابوي حيث بسط الجيش سيطرته ووضع رئيس الدولة الذي يتولى السلطة منذ 1980، في الإقامة الجبرية.

ويشكل تدخل الجيش منعطفاً في فترة حكم موغابي الطويلة التي تميزت بقمع كل معارضة، وأزمة اقتصادية حادة. ويعاني أكبر رئيس دولة، مزيداً من العزلة، وقد تخلى عنه أقرب حلفائه: فبعد الجيش والرفاق القدامى، تخلت عنه مساء الجمعة الفروع المحلية للحزب الرئاسي وطالبت باستقالته. لكن المفاوضات بين موغابي والجيش التي بدأت الخميس تراوح على ما يبدو مكانها. وقد تدخل الجيش ليل الثلثاء - الاربعاء، من دون اراقة دماء في هاراري، دعماً لمانانغاغوا.

ووضع الجيش نصب عينيه المجموعة المسماة جي 40 التابعة لحزب زانو - بي.اف التي تدعم السيدة الاولى غريس موغابي وطموحاتها الرئاسية. وهي التي سعت الى اسقاط مانانغاغوا الذي بات منافساً كبيراً جداً في سعيه الى خلافة الرئيس. وقامت بحملة نشيطة لتشويه صورة منافسها. وكانت في نهاية المطاف الدافع وراء الازمة السياسية الحالية.

وقال متظاهر بفرح السبت: "وداعاً لايدي غاغا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم