الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غياب باسيل عن إجتماع وزراء الخارجية العرب... تفادي مواجهة أم رسالة سياسية؟

المصدر: "النهار"
ندى ايوب
غياب باسيل عن إجتماع وزراء الخارجية العرب... تفادي مواجهة أم رسالة سياسية؟
غياب باسيل عن إجتماع وزراء الخارجية العرب... تفادي مواجهة أم رسالة سياسية؟
A+ A-

يغيب وزير الخارجية جبران باسيل عن اجتماع طارىء يعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة، بعد ظهر اليوم بناء على طلب سعودي لبحث ما وصفته بالتدخلات الإيرانية في الدول العربية، على أن يُمَثَل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية أنطوان عزام.

يأتي قرار باسيل بعدم المشاركة في ظل أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في الرابع من الشهر الجاري، بعد توجيهه انتقادات لاذعة الى "حزب الله" وايران لتدخلهما في صراعات المنطقة لا سيما اليمن وسوريا. كذلك وسط مشهد متوتر تشهده المنطقة بفعل التصعيد بين الرياض وطهران على خلفية الخلاف الكبير بينهما بشأن عدد من قضايا المنطقة وتصاعد التوتر مؤخرا بسبب التطورات في لبنان والحرب في اليمن.

في معلومات لـ"النهار" أن "موقف لبنان سيكون مع الاجماع العربي مع التحفظ عن كل ما يهدد سلمه الاهلي كوصف "حزب الله" بالارهابي. لكن ما هو الموقف العربي من لبنان، وكيف يمكن قراءة تخفيف مستوى المشاركة اللبنانية وهل غياب باسيل هو لتفادي المواجهة مع السعودية وحلفائها بشأن دور "حزب الله" الاقليمي؟ وأي إنعكاس لذلك على التسوية الجديدة التي من المنتظر أن تشهدها الساحة الداخلية بعد عودة الحريري؟.

في الشكل، لا شيء يمنع غياب وزير الخارجية وتمثيل لبنان على مستوى سفير لكن في المضمون تخفيف مستوى المشاركة مقصود لأسباب سياسية ورسالة مسبقة من لبنان، هذا ما أكده دكتور العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية حسن جوني لـ"النهار" قائلا: "الهدف تخفيف حدة المواجهة مع السعودية من جهة والقول أن لبنان لن يوافق ولن يكون شريكا على مستوى وزير خارجيته عما سيصدر عن الاجتماع لان القرار بدا واضح المعالم والاتجاه، فمن المتوقع أن الاجتماع سيتجاوز اطلاق صاروخ يمني على السعودية وسيُتَهَم لبنان وتحديدا "حزب الله" بالتدريب ومساعدة اليمنيين".

واعتبر جوني أن "قرار عدم مشاركة باسيل حكيم في الظروف الراهنة بانتظار تبلور صورة العلاقات الرسمية اللبنانية السعودية التي سيرسم معالمها وصول السفير السعودي الى لبنان مطلع الاسبوع المقبل وهل سيقدم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية ميشال عون أم لا، كذلك بانتظار عودة الحريري الى لبنان ولقائه عون واستيضاح ما حصل في السعودية". ورأى جوني أن "القرار الوزاري العربي سيكون ضعيفا نظراً الى الانقسام داخل الجامعة العربية بعد الخلاف السعودي القطري مما ينعكس سلبا على قوة السعودية في فرض القرار الذي تريد، فالتيار الذي تقوده قطر سيمنع السعودية من فرض قرار على الجامعة العربية".

وشدد جوني على أنه في الحد الادنى لن يقبل لبنان بأي قرار يمس سيادته ووحدته الوطنية وسياسيته الخارجية، مؤكدا أن للبنان دورا اساسيا في جامعة الدول العربية لا يمكن تجاوزه.

بالنسبة لوزير الخارجية السابق عدنان منصور يرى أن "حضور باسيل اجتماع وزراء الخارجية العرب كان ضروريا في الظروف الراهنة بظل توقعات باتخاذ قرار يتعلق بلبنان ولربما يمس سلمه الاهلي، غياب باسيل تجنبا للمواجهة الا أنه في هذه الحالة وزير الخارجية هو القادر على التعبير عن موقف لبنان الرسمي أكثر من المندوب اللبناني في الجامعة، وبالتالي عليه أن يكون حاضرا". وأكد منصور لـ"النهار" أن "لبنان ينأى بنفسه عن قرارات لا تتعلق بشؤونه الداخلية، الا أن النأي بالنفس لا يصح في حال اتخذ قرار يمس بالوطن، عندها علينا اعلان موقف واضح"، مضيفا " يحاول باسيل بعدم حضوره أن لا يُحرَج ولا يُحرِج، لكن في نهاية المطاف نحن بلد مستقل ولنا سيادتنا وكرامتنا لذلك لا بد من سياسة خارجية تواجه القرارات بوضوح وعلنية".

وعن الاجماع العربي والتزام لبنان به، أوضح منصور أن "كلمة اجماع عربي تصح حول قضية عربية شاملة كالقضية الفلسطينية، متسائلاً "هل علاقة السعودية باليمن قضية عربية شاملة؟ وهل الوضع اللبناني الداخلي وسلاح "حزب الله" قضية عربية شاملة؟". ورأى منصور أن "المسائل البنانية الداخلية تُحَل ضمن البيت الداخلي وأي معالجة خارجية لها تؤجج الخلافات، والدليل على ذلك أن التسوية التي أوصلت الرئيس عون الى سدة الحكم والحريري الى رئاسة الحكومة كانت لبنانية صرف وانعكست ايجابا وارتياحا على الوضع الداخلي".

فلننتظر اذاً لكي نرى كيف ستجري الأمور ومدى تأثير القرار الذي سيتخذ على الداخل اللبناني، وهل سيشكل الاجتماع الوزاري العربي مأزقاً جديداً للبنان؟.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم