"أجواء رومنسية" في قصر عدل بعلبك... تحقيقات على الشموع!

على ضوء الشموع يحقق القضاة في قصر العدل في بعلبك مع الموقوفين، ليس من ضمن خطة استراتيجية للدولة لاضافة جو رومانسي على التحقيق، بل "بسبب عدم دفع اشتراك في مولد خاص بعد ان حُرمت المنطقة من الكهرباء لعدم قيام الدولة بواجبها وتأمينها على كامل اراضي الجمهورية"، بحسب ما قالته المحامية لينا جعفر لـ"النهار" قبل أن تضيف" الصورة المسربة تلتقط اللحظة العار التي تطبع على جبين الدولة، يومها أنهيت عملي في القصر عند الساعة السادسة مساء وكان لا يزال هناك ثلاثة موقوفين ينتظرون التحقيق، ما يعني انهم والقاضي كتب عليهم أن يتحملوا ساعات اضافية في الظلام".  

اهمال مستشري

" اي عدل في ظل هكذا قصر؟ كيف يشعرالقاضي بالراحة وهو يحقق مع موقوف على ضوء الشموع؟ اليس انسانا كغيره يتأثر مزاجه بمحيطه؟ لماذا نضع الموقوفين في وضع مزر أكثر من غيرهم في باقي قصور العدل، هل على ابن بعلبك ان يدفع فاتورة تقصير الدولة من اعصابه"، تساءلت جعفر قائلة:

" لا أبالغ القول في ان نظارات المخفر أفضل من هكذا قصر عدل، فالأمر لا يتوقف على الكهرباء، اذ لا أعداد كافية للمكاتب، ما يضطر القضاة الى انتظار انتهاء زميلهم من عمله لاستلام المكتب منه والبدء بتحقيقاتهم، كما ان دورات المياه مقززة، والجدران ترك الزمن تجاعيده عليها، لا موقف للسيارات، ما يضطر القوى الأمنية عند جلب أي سجين الى ركن المركبة وسط الطريق وقطعها ساعات حتى ينتهي التحقيق".

وتضيف جعفر: "هذه الظروف الصعبة تدفع القضاة الى رفض زيارة القصر "العتيق" لتسيير امور الموقوفين، على الرغم من تكليف مجلس القضاء الاعلى لهم، بالاضافة الى ذلك هناك نقص في عدد المحامين العامين وقضاة التحقيق، ما ادى الى تراكم ملفات الموقوفين والملاحقين، مع العلم انه لم يتم تأمين مرافقين لقضاة التحقيق، بحجة عدد وجود اعداد كافية لدى الاجهزة المختصة".

لنفض غبار التقصير

وتدعو الدولة الى "نفض غبار التقصير عن بعلبك حتى تتمكن من انارة الطريق امام مواطنيها، ما يحول دون وقوعهم في حفرة الجرائم وبالتالي يصبحون مطلوبين".

شهادة المحامية جعفر نضعها في عهدة وزير العدل والمعنيين، وما الاضاءة على قضية مماثلة الا مشاركة في تصويب الامور.