شعب الله المختار

إنّ الله هو خالق جميع الناس، وقد خلقهم على صورته ومثاله، ولا يميّز في محبّته لهم بين إنسان وآخر. كذلك لا يميّز بين شعب وآخر، فجميع الشعوب هم أبناؤه، وهو يشملهم جميعًا بعطفه ومحبّته. غير أنّه يختار البعض منهم لرسالة معيَّنة. ففي العهد القديم إختار إبراهيم ليكون رائد الإيمان بالله الواحد ويصير أبًا لجميع المؤمنين. وشمل هذا الاختيار جميع أبناء إبراهيم، الذين صاروا "شعب الله المختار". فاختيار الله لشعب إسرائيل هو اختيار لرسالة معيَّنة، وهي إعلان اسم الله الواحد في وسط شعوب وثنيّة تعبد الأصنام. وعندما اختار الله موسى ليُخرِج شعبه من مصر، لم يكن ذلك إلاّ ليحرّرهم من عبودية فرعون ويُسكِنهم في أرض يستطيعون أن يعبدوا فيها الله الواحد بحريّة. وكذلك اختار الله إيليّا النبيّ وسائر الأنبياء ليحثّوا الشعب على المحافظة على هذا الإيمان بالله الواحد. وعندما سُبي الشعب إلى بابل، أعلن لهم الأنبياء أنّ الله سمح بأن يُنتَزعوا من أرضهم...