الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

التحدّي الإيرانيّ بإغراق حاملات الطائرات الأميركيّة "جدّي" أم "هوليودي"؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
التحدّي الإيرانيّ بإغراق حاملات الطائرات الأميركيّة "جدّي" أم "هوليودي"؟
التحدّي الإيرانيّ بإغراق حاملات الطائرات الأميركيّة "جدّي" أم "هوليودي"؟
A+ A-

في أي تصعيد عسكريّ محتمل ضمن الخليج العربي، تعلم #طهران أنّها لا تستطيع مجاراة #واشنطن في حروب كلاسيكيّة بالنظر إلى التفوّقالعسكريّ الواضح الذي تتمتّع به الولايات المتّحدة. وبالرغم من ذلك، يمكن لإيران أن تلجأ إلى أسلوب قتال آخر يعتمد على الضربات المعنويّة إلى جانب اعتماده على تلك العسكريّة. من هنا، قد يكون استهداف حاملات الطائرات الأميركيّة في الخليج العربي هدفاً أساسيّاً بالنسبة إلى الحرس الثوري في النزاعات المحتملة. 

ويرى الباحث في شؤون الدفاع والأمن القوميّ كايل ميزوكامي في مؤسّسة الرأي الأميركيّة "ذا ناشونال إنترست" أنّ حاملات الطائرات الأميركيّة هي إحدى أدوات السياسةو "الجلال" الأميركي في المنطقة. يضاف إلى رمزيّة هذه الناقلات الضخمة، تشكيلها قاعدة مهمّة لإطلاق الطائرات الحربيّة الأميركيّة من أجل قصف أهداف داخل #إيران. لذلك، عمل الحرس الثوري على إجراء تدريبات لاستهداف تلك الحاملات إضافة إلى إغراقها في "خمسين ثانية".


"هوليوود" 

في آذار 2014، تمّ الكشف عن سعي إيرانيّ لبناء مجسّم عن حاملة الطائرات الأميركيّة الشهيرة "يو أس أس نيميتز"، عبر صور للأقمار الاصطناعيّة وصلت إلى شبكة "سي أن أن".وعلّق مسؤول أميركي على الموضوع في حديث إلى القناة نفسهاقائلاً إنّ هذا الأمر يشبه شبيه بإنتاج "هوليودي" والعمل على تدمير هذه النسخة من خلال تمرين عسكريّ هو "خطوة للدعاية السياسيّة".


"لا يعلمون شيئاً عن قدراتنا" 

وفي أيّار من العام نفسه، ردّ قائد البحريّة في الحرس الثوري الأدميرال علي فدوي على كلام "سي أن أن" في حديث إلىوكالة "فارس" الإيرانيّة مشيراً إلى أنّ القوّة الجوّيّة الأميركيّة تعتمد بالكامل على المقاتلات الأميركيّة التي تنطلق من حاملات الطائرات. وقد أصبحت الأخيرة هدفاً "طبيعيّاً ذا قيمة عالية" في أي حرب مقبلة، لافتاً النظر إلى أنّ الإيرانيّين كسبوا معرفة جيّدة حول تصميم وبناء وهيكل السفن الحربيّة الأميركيّة. وشدّد على أنّ الأميركيّين "لا يعلمون شيئاً" عن قدرات إيران: "لقد كنّا نصنع ونُغرِق نسخاً عن المدمّرات والفرقاطات والسفن الحربيّة الأميركيّة لسنوات طويلة، وأغرقنا النسخة عن سفنهم في 50 ثانية من خلال سلسلة من الإجراءات العمليّة".


"تأثير صفريّ" 

لم يبدِ الخبير في الشؤون العسكريّة البحريّة وصاحب كتاب "حرب الأساطيل حول العالم" إريك ورثايم أي قلق خلال حديثه لصحيفة "بوست غازيت" الأميركيّة. فالبحريّة الإيرانيّة لا تملك ما هو أكبر من فرقاطة وزنها حوالي 4 آلاف طن وهي أصغر من حجم مدمّرة. ثمّ أضاف: "إنّهم يقومون حتّى بتحديث قطع باعتها الولايات المتّحدة وبريطانيا منذ عقود". وعلى الصعيد الرسميّ، قال مسؤول في الأسطول الخامس ضمن البحريّة الأميركيّة جايسن سالاتا إنّه مهما تكن نوايا الإيرانيّين تجاه نسخ حاملات الطائرات فإنّ هذا سيكون له "تأثير صفريّ" على عمليّات الأسطول البحريّة في الخليج: "إطلاق النار على هيكل ثابت ... ليس تمثيلاً واقعيّاً عن التمتّع بالقدرة على استهداف سفينة حربيّة وزنها 100 ألف طنّ ... تناور بسرعة تزيد عن 30 عقدة (55 كيلومتراً في الساعة)". وانضمّ الناطق باسم البنتاغون حينها الكولونيل ستيف وورن إلى سالاتا للتأكيد على أن لا "قلق مطلقاً" من المناورات الإيرانيّة، لأنّ هنالك فارقاً بين إغراق المجسّمات عن حاملات الطائرات، وإغراقالحاملات نفسها كما أوضح.


بعد التفجير... لا قلق أيضاً

وفي شباط من العام 2015، أعلن الحرس الثوري عن تدمير ذلك المجسّم في مناورات عسكريّة ضمّت زوارق تابعة لبحريّة الحرس. وقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانيّة الفيديو فيما نقلت وكالة "فارس"عن نائب القائد العام للحرس العميد حسين سلامه قوله إنّ إيران لم تكشف كامل قوّتها خلال التدريبات. وأعاد الناطق باسم الأسطول الخامس كيفن ستيفنز التأكيد على أنّ الجيش الأميركي "غير قلق" من هذه التدريبات.


أسباب تدفع إلى التشكيك 

لكن ماذا بعد سنوات على تلك التصريحات؟ ما زال الباحثون يشكّكون بهذا الاحتمال ومن بينهم كايل ميزوكامي نفسه. من بين الأسباب التي يرتكز إليها الباحث، تمتّع الأسلحة الأميركيّة بمديات أطول من تلك الإيرانيّة. فصاروخ "قادر" الإيراني المضاد للسفن يصل مداه إلى حوالي 345 كيلومتراً وهو أقل من نصف المسافة التي تستطيع مقاتلة سوبر هورنت "أف/أي-18 إي/أف" اجتيازها. والأمر نفسه ينطبق على القوات الجوية الإيرانيّة التي تقع ضمن نطاق الدفاعات الأميركيّة.

ويضيف الباحث أنّ الصواريخ الإيرانيّة المستمدّة من تصميم "سي-802" الصينيّة لا تتمتّع بصواريخ ذات رؤوس بزنة متفجّرات كبيرة: أقلّ من 180 كيلوغراماً مقابل 725 و 1000 كيلوغرام لصواريخ مضادّة للحاملات صنّعها السوفيات والأميركيّون خلال الحرب الباردة. أكثر من ذلك، لن تضع #واشنطن هذه الحاملات ضمن النطاق الناريّ لأي عدوّ لها خصوصاً مع وجود بدائل مثل صواريخ الكروز والقاذفات الاستراتيجيّة البعيدة المدى. وأشار أيضاً إلى أنّ القدرات الدفاعيّة للحاملات صُمّمت خصيصاً للدفاع عنها بوجه الصواريخ والمروحيات والطائرات بلا طيّار والزوارق السريعة التي يعتمد عليها الحرس الثوري.


"تحدّ هائل"... ولكن 

الباحث في الشؤون الدفاعيّة جون غِير يشير عبر موقع "كورا" الأميركي إلى أنّ بإمكان صاروخ "قادر"أن يطارد هدفاً متحرّكاً. وهو صاروخ منخفض الكلفة وسهل الإطلاق ويمكن أن يُنشر ضمن أسراب. لذلك، ومع استخدامه بأسلوب مخادع يمكن أن يشكّل "تحدّياً هائلاً" لأنظمة الدفاع في السفن الحربيّة. بالرغم من هذا، تواجه تلك الصواريخ مشكلتين في الخليج العربي كما يشرح. تكمن الأولى في محدوديّة قدرة هذا الصاروخ على المناورة وتصحيح مساره خلال الكيلومترات الأخيرة التي تفصله عن هدفه، ولهذا السبب أجريت الاختبارات على أهداف ثابتة لا متحرّكة. والمشكلة الثانية تكمن في ضرورة اعتماد هذا الصاروخ على الرادار الذي يمكن أن يتمّ الكشف عنه أو اعتراض إشارته أو التشويش عليه. ولذلك، لا يتوجّب على حاملة الطائرات الابتعاد كثيراً عن نقطة استهدافها حين تكشف عمليّة الاستهداف. بالنسبة إلى الباحث إنّ المشكلة مع الإيرانيّين والصينيّين "أنّ كل شيء يجب ألّا يعمل وحسب بل أن يعمل بطريقة ممتازة. كلّما كان هناك صلات وصل في السلسلة بدءاً من الكشف وصولاً إلى الاشتباك، زادت نقاط الضعف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم