التقرير الأسبوعي لبنك عوده: بعض الارتياح في الأسواق المالية مع ظهور إشارات حلحلة جزئية للأزمة

تلمّست الأسواق المالية اللبنانية بعض الارتياح نحو نهاية هذا الأسبوع على أمل بأن تشكل الزيارة الباريسية لرئيس الحكومة اللبناني مدخلاً لحل الأزمة التي ولدتها استقالته المباغتة منذ أسبوعين، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.ففي سوق القطع، انحسرت الضغوط على الليرة بشكل لافت وتراجعت أحجام التحويلات لصالح الدولار، بينما انخفضت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان بمقدار 800 مليون دولار خلال النصف الأول من تشرين الثاني 2017 لتبلغ زهاء 42.7 مليار دولار على أثر تدخل المركزي في سوق تداول العملات لتلبية الطلب على الدولار. وعلى صعيد سوق سندات الأوروبوند، ظهر بعض الإقبال الخارجي على سندات الدين اللبنانية نحو نهاية الأسبوع، رغم تسجيل المتعاملين الأجانب بيوعات صافية خلال الأسبوع. في هذا السياق، تراجع قليلاً متوسط المردود المثقل بمقدار 7 نقاط أساس إلى 7.64%، كما تقلص هامش مقايضة المخاطر الإئتمانية لخمس سنوات بمقدار 70 نقطة أساس إلى 585 نقطة أساس، إثر مشاعر الارتياح النسبي التي بثّتها التطورات الأخيرة لدى المستثمرين بشكل عام. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم،واصلت الأسعار منحاها التراجعي حيث أقفل مؤشر الأسعار على انخفاض نسبته 2.7% ليقفل على 93.96، فيما تراجعت قيمة التداول الاسمية بنسبة 18% أسبوعياًلتبلغ زهاء 8 مليون دولار. 

الأسواق

في سوق النقد:ظل معدل فائدة من يوم إلى يومعند مستويات قياسيةهذا الأسبوع في ظل ارتفاع فائدة الإقراض بالليرة المعتمدة من قبل مصرف لبنان. يجدر الذكر أن مصرف لبنان اتخذ عدداً من الإجراءات منذ بداية الأزمة كمنع حسم السندات ووجوب قبض قيمة طلبات شراء الدولار في نفس اليوم ومنع السحوبات منالودائع المجمدة قبل استحقاقها. وقد انعكست هذه الإجراءات تهدئة في الأسواق، لكنها في الوقت عينه زادت من أزمة جفاف السيولة بالليرة في السوق، ما استتبع ارتفاعاً في سعر الاستدانة بين المصارف. 

في سوق سندات الخزينة:سجلت السوق الأولية خلال المناقصات بتاريخ 9 تشرين الثاني 2017 اكتتابات بقيمة 627 مليار ليرة، توزعت بين 26 مليار ليرة في فئة الستة أشهر و400 مليار ليرة في فئة الثلاث سنواتو201 مليار ليرة في فئة السبع سنوات. في المقايل، ظهرت استحقاقات بقيمة 741 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 114 مليار ليرة. إلى ذلك، أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 16تشرين الثاني 2017 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بنسبة27.50%من طروحاتها في فئة الخمس سنوات (بمردود 6.74%)، بينما سمح للمتعاملين الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 4.44%) وفئة السنة (بمردود 5.35%).

في سوق القطع:انحسرت كثيراالضغوط على سوق القطع هذا الأسبوع،حيث تراجعت بشكل لافتوتيرة التحويلات لصالح الدولار مقارنة مع الأسبوع السابق وسطالآمال الكبيرة المعقودةبأن تشكل زيادة رئيس الوزراء اللبناني إلى فرنسا مدخلاً لحل الأزمة التي ولّدتها استقالته المفاجئة. وظل مصرف لبنان يتدخل في السوق بائعاً للدولار. في هذا السياق، عادفأكد حاكم مصرف لبنان أن الأزمة في لبنان هي أزمةسياسية وليست نقدية،كما صرّح بأنمصرف لبنان اتخذ تدابير استباقية لاحتواء الأزمات حيث أن السيولة مرتفعة بالليرة والعملات الأجنبية لدى القطاع المصرفي والمصرف المركزي.

في موازاة ذلك، انعكست التحويلات لصالح الدولار منذ إعلان استقالة رئاسة الحكومة في 4 تشرين الثاني 2017 تراجعاً في الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان بقيمة 800 مليون دولار خلال النصف الأول من تشرين الثاني 2017 لتبلغ زهاء 42.7 مليار دولار مقابل 43.5 مليار دولار في نهاية تشرين الأول 2017، وفق ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 تشرين الثاني 2017. إلا أن الموجودات الخارجية لدى المركزي لا تزال عند أعلى مستوياتها بحيث تغطي نحو 77% من الكتلة النقدية بالليرة، ناهيك عن احتياطيات المقدرة بنحو 12 مليار دولار.

في سوق الأسهم:واصل مؤشر أسعار الأسهم مسلكهالتنازلي هذا الأسبوع، حيث انخفاض بنسبة 2.7% ليقفل على 93.96، إثر استمرار التراجعات في أسعار أسهم سوليدير وبعض الأسهم المصرفية. فقد انخفضت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 8.3% إلى 5.50 دولار. وتراجعت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 2.6% إلى 5.70 دولار. وانخفضت أسعار إيصالات إيداع بنك عوده بنسبة 4.5% إلى 10.97 دولار. وأقفلت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" على تراجع نسبته 1.1% إلى 10.85 دولار. وانخفضت أسعار أسهم بك بيبلوس بنسبة 4.4% إلى 1.53 دولار. وعلى صعيد أسهم "سوليدير" تراجع سعر سهم "سوليدير أ" بنسبة 0.8% إلى 7.44 دولار. وانخفض سعر سهم "سوليدير ب" بنسبة 1.8% إلى 7.46 دولار. وفي ما يتعلق بأحجام التداول، بلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 8.3 مليون دولار مقابل 10.1 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط أسبوعي مقداره 11.6 مليون دولار منذ بداية العام 2017.

في سوق سندات الأوروبوند:خيمت أجواء مؤاتية على سوق سندات الأوروبوند ولا سيما نحو نهاية الأسبوع بعد أن أصبحت زيارة رئيس الحكومة اللبناني إلى فرنسا في حكم المؤكد على أمل بأن تمهد هذه الزيارة لحل الأزمة التي ولدتها استقالة الرئيس المباغتة منذ أسبوعين. في هذا السياق، عادفظهر بعض الإقبال الأجنبي على الشراء، ولا سيماعلى الأوراق التي تستحق في نيسان 2021 وآذار 2027 وتشرين الثاني 2027. لكن في المحصلة، ظل المتعاملون الأجانب يسجلون بيوعات صافية خلال الأسبوع ولا سيما للأوراق المتوسطة والطويلة الأجل. في هذا السياق، تراجع قليلاً متوسط المردود المثقل بمقدار 7 نقطة أساس، من 7.71% في نهاية الأسبوع السابق إلى 7.64% في نهاية هذا الأسبوع. كذلك، تقلص متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 62 نقطة أساس إلى 593 نقطة أساس. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، تراوح هامش مقايضة المخاطر لخمس سنوات بين 575 نقطة أساس و595 نقطة أساس بالمقارنة مع 640-670 نقطة أساس في الأسبوع السابق، في إشارة إلى التحسن النسبي في نظرة الأسواق الى المخاطر السيادية.أخيرا، يجدر الذكر بأن وزارة المال أعلنت هذا الأسبوعأنها أنهت التحضيرات لإصدار سندات أوروبوند بقيمة 1.75 مليار دولار يكتتب بها مصرف لبنان بالكامل ويدفع ثمن الاكتتاب من خلال سندات الخزينة بالليرةبقيمة مماثلة.