السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"أوروغواي" من شارع يضجّ بالحياة إلى مكان أشباح

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
"أوروغواي" من شارع يضجّ بالحياة إلى مكان أشباح
"أوروغواي" من شارع يضجّ بالحياة إلى مكان أشباح
A+ A-

بعدما كان يعج بالحياة والحيوية، ها هو اليوم شارع "أوروغواي" شبه مهجور ويتمظهر كمكان أشباح. #المطاعم والحانات بلا أضواء وفارغة من الزبائن  كوسط بيروت. ليس من الخفي أنّ التظاهرات المطلبية التي حدثت منذ عامين كان لها تأثير سلبي على الشارع، إذ تمّ إقفال حانات كثيرة في ذلك الوقت جراء الاشتباكات، والبعض الآخر خافَ من المشهد وفضّل الإقفال. لكن وقتاً طويلاً مضى على هذا الأمر، فلماذا لم يستعد "أوروغواي" حيويته؟ 

في حديثٍ لـ "النهار" مع عضو نقابة المطاعم والمقاهي والحانات والمختص بشؤون #الحانات، وليد حايك، أِشار إلى أنّه تمّ إقفال أوروغواي في أيلول 2016، والأمر ليس جديداً. بدأ الأمر في آب 2015 وقت التظاهرات، وأقفل محلاً تلو الآخر نظراً إلى المصاريف الكبيرة التي يتكبدونها بينما لا يوجد أثر للزبائن. 

رغم ان ان الأمر يعود الى سنة خلت، فان السؤال يطرح حول عدم عودة الشارع الى الحياة رغم انتهاء التظاهرات. وهنا يجد الحايك، ان المشاكل التي أفضت الى "موت" الشارع لا تعتبر خاصية "للاوروغواي" بل تمتد لتشمل واقع الحانات والمطاعم في كثير من المناطق اللبنانية. 

اقرأ أيضاً: بالأسماء: مطاعم صنّفتها "الصحة"... والمطلوب تعليق شهادات Silver أو Gold على المدخل الرئيسي

لا شك في أن الإيجارات وسط بيروت أعلى كلفة من غيرها، خصوصاً أنّ التظاهرات لم تنتهِ بعد يومٍ أو يومين بل استمرت لأشهر، وبالتالي أصبح شبه مستحيل تحمّل المصاريف.

 تتشابه المطاعم والحانات في القواعد الأساسية لخدمة الزبائن، والتي تشمل الخدمة الجيّدة، التحدث بلطف مع الزبون، تقديم طلبه بدقة وتالياً دعوته للمجيء مجدداً.

قالت زينة التي ارتادت شارع أوروغواي في أول أيامه أنّها لم تشعر أنّ الأماكن "تشبه شخصيتها"، خصوصاً بعدما رأت الأسعار التي كانت تعتبر باهظة بالنسبة للطبقة "المتوسطة" في لبنان. وأضافت زينة: "ثمن الكوكتيل في شارع أوروغواي يبدأ من 20 ألف ليرة، يمكنني احتساء نفس الكوكتيل في شارع الحمرا بسعر 12 ألف ليرة على سبيل المثال".

اقرأ أيضاً: ما هي المطاعم التي انذرتها وزارة الصحة في القليعات - كسروان؟

وافقها في الرأي يحيى قائلاً إنّ "معظم الشعب اللبناني يفكّر ملياً ويعد المال المتبقي في جيبه عند الخروج لاحتساء كأسين في شارع أوروغواي، بينما يمكنه احتساء كأسين براحة في مناطق أخرى من العاصمة". وأضاف بعد ارتياده نحو 5 حانات مع أصدقائها، "الخدمة لم تكن جيدة فالمديرون والعاملون لا يهتمون لحاجة الزبون ويتأخرون في تقديم الخدمة".

حانتان فقط لا تزالان تعملان في شارع أوروغواي، ويقول صاحب حانة منهما إنّ "الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة هي التي أدّت إلى إقفال الأماكن الأخرى، لكنه مستمر رغم العراقيل ويخطط للتوسع".

الفئة الكبرى من مرتادي الحانات يعتبر من جيل الشباب، وتالياً قدرتهم على الاستهلاك مختلفة عن الأفراد الذين يبلغون الأربعين والذين وصلوا إلى مراكز شبه جيدة في مسيرتهم المهنية. لذلك فان زبائن الحانات في شارع أوروغواي كانت محددة بالفئة العمرية ما بين 30 وما فوق.

أما أكثر ما كان يزعج يحيى فهو "نوع الموسيقى الصاخبة التي كانت توضع في حانات أوروغواي، والتي اعتبرها من أجواء الملاهي الليلية وليس الحانات".

قهوة عزمي

في حين تخلو الحانات المتبقية في شارع أوروغواي، والتي يبلغ عددها 2 أو 3، تكتظ "قهوة عزمي" المجاورة، بالزبائن يومياً. وقال المدير العام لقهوة "عزمي" أنّ أهم سبب وراء إغلاق الحانات في شارع أوروغواي يعود إلى عدم إيمان أصحابها بامكانية الاستمرار، مبرراً "نفسن مش طويل". 

البعض يخطئ أحياناً، فالحانة مختلفة عن الملهى الليلي. عندما ترتاد مجموعة من الأصدقاء حانة، فهم عادة ما يبجثون عن مكان لاحتساء المشروب أو تناول الطعام وفي الوقت عينه التحدث مع بعضهم. في حين تعلو الموسيقى في معظم الحانات الأمر الذي يخفف من نسبة زبائنهم ويجعلهم أقرب إلى الملهى الليلي، وفق ما يردد عدد من مرتادي حانات الشارع سابقاً.

بأية حال، يرى المعنيون ان المشكلة الاقتصادية للمطاعم والحانات لا تقتصر فقط على شارع أوروغواي بل تشمل مختلف شوارع العاصمة، والأمر يتطلب حلولاً سريعة قبل أن يتدهور هذا القطاع بشكل أكبر.


اقرأ أيضاً: أفخم المطاعم في العالم وأغلاها


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم