السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أيّ مفاعيل قد ينتجها الاتفاق الأميركي الروسيّ الأخير حول سوريا؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
أيّ مفاعيل قد ينتجها الاتفاق الأميركي الروسيّ الأخير حول سوريا؟
أيّ مفاعيل قد ينتجها الاتفاق الأميركي الروسيّ الأخير حول سوريا؟
A+ A-

وأصدرت وزارة الخارجيّة الأميركيّة بياناً مشابهاً في اليوم نفسه، متحدّثة عن ضرورة صياغة حلّ سياسيّ سلميّ من خلال مسار جنيف وفقاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن. وأشار البيان إلى أنّ الرئيسين شدّدا على وجوب تضمّن هذه الخطوات "تطبيقاً كاملاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، بما فيه إصلاح دستوريّ وانتخابات حرّة ونزيهة تحت رقابة الأمم المتّحدة، منظّمة بالاستناد إلى أعلى المعايير الدولية من الشفافية".  


مصير الأسد

خلال الفترة الماضية، خطفت مفاوضات #أستانا الأضواء الإعلاميّة من مسار جنيف إلى الحدّ الذي باتت فيه التوقّعات بالعودة إلى المفاوضات الأمميّة كمعبر إلى الحلّ السياسيّ شبه منتفية. انطلاقاً من هنا، كان تطرّق الزعيمين إلى القرار 2254 نوعاً من إعادة الحياة إلى المسار الأمميّ. وليست مفاعيل هذا الاتفاق محصورة بإعادة استلام الأمم المتّحدة مبادرة الحلّ في سوريا وحسب، بل إعادة التأكيد على عمليّة الانتقال السياسي تحت الرعاية الأمميّة واستناداً إلى بيان جنيف وبيانات فيينّا. وقد تحاشى الروس استخدام هذه العبارة في المرحلة الماضية. صحيح أنّ الاتّفاق لم يشر إلى مصير الرئيس السوريّ، لكنّ إبقاء الحديث على عمليّة انتقاليّة يشير إلى أنّ هذا الملفّ لم يُغلق بشكل كامل، لكنّه أيضاً ليس أولويّة في المدى المنظور. وفي جميع الأحوال، إنّ التساؤل عن مدى ربط هذه المسألة بما قاله وزير الخارجيّة ريكس #تيليرسون منذ ثلاثة أسابيع عن عدم تمتّع الأسد وعائلته بأي دور في مستقبل سوريا، قد لا يجد الجواب قريباً.


دير الزور

وفي حين تُؤجّل تفاصيل المرحلة الانتقاليّة إلى المستقبل، برز عدد من الاستحقاقات التي ترتبط بالوضع الآني والتطوّرات العسكريّة على الأرض. فبعد بروز مخاوف من احتمالات الاصطدام بين الأميركيّين والروس في شرق سوريا، عبر قوّات سوريا الديموقراطيّة "#قسد" والقوّات السوريّة، يبدو أنّ الطرفين قد اتّفقا على تقسيم النفوذ بين غرب نهر الفرات (واشنطن) وشرقه (موسكو). أتى ذلك، في وقت كان المسؤولون الروس قد أشاروا في أكثر من تصريح إلى الوجود الأميركي "غير الشرعي" في سوريا. لكن بالنظر إلى حساسيّة محافظة دير الزور ومجاورتها للعراق إضافة إلى غناها بالثروات الطبيعيّة، يمكن أن يتعرّض هذا الاتفاق إلى عوائق حقيقيّة في المدى المنظور.


المعاناة ما زالت كبيرة

من جهة أخرى كان لافتاً التقرير الذي أصدرته منظّمة "العفو الدوليّة" اليوم الاثنين تحت عنوان: "سوريا: الاستسلام أو الموت جوعاً ... استراتيجيّة الترحيل القسري للمواطنين ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة". وانتقد التقرير "المصالحات" التي أجرتها #دمشق والتي تهجّر بسببها آلاف السكّان من ستّ مناطق خضعت للحصار المطوّل. وتحدّثت المنظّمة عن الأوضاع في داريّا وحلب الشرقيّة وحيّ الوعر في حمص وبلدة مضايا في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في إدلب. كما أشارت إلى أنّ "عمليّات الحصار والقتل غير المشروع والترحيل القسريّ من قبل القوّات الحكوميّة هي جزء ممنهج وواسع النطاق على السكّان المدنيّين وبالتالي فإنّها تشكّل جرائم حرب ضدّ الإنسانيّة". لكنّ التقرير أورد أيضاً مسؤوليّة جماعات المعارضة المسلّحة وإن "بدرجة أقل" في هذه العمليّات. كذلك، تحدّثت الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان عن أنّه من أصل 61 حادثة هجوم على منشآت مدنيّة حيويّة في سوريا خلال الشهر الماضي على الأقلّ، يتحمّل التحالف "الروسيّ السوريّ" مسؤوليّة 57 حادثاً من هذا المجموع. وانطلاقاً من هذه المؤشّرات ما زال هناك الكثير من العمل لجهة التخفيف من معاناة السوريّين وإيصال المساعدات الإنسانيّة التي وافق عليها الروس والأميركيّون مؤخّراً.


جنوب سوريا

وإلى جانب ذلك، شدّد الرئيسان على أهمّيّة مناطق خفض التصعيد في سوريا وتطرّقا إلى تطوّر مسار وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي كانا قد توصّلا إليه في تمّوز الماضي، مرحّبين بمذكّرة التفاهم حول المبادئ التي وقّعت عليها #موسكو و #واشنطن و #عمّان. وقد يكون لهذا الاتفاق أثر استراتيجيّ على النفوذ الإيرانيّ في تلك المنطقة تحديداً إذ تقاطعت الأهداف الظاهريّة للجانبين عند إبعاد الإيرانيّين عن الحدود الشماليّة للإسرائيليّين. وعلى الرّغم من ذلك، يرى كثر أنّ عدداً من المحاذير قد يبرزها الاتفاق الثنائيّ.


إيران "قادرة دوماً على تخريب الاتفاق".

الباحث السياسيّ في مركز كارنيغي-روسيا أليكسي خليبنيكوف كتب أنّ هذه النقطة في الاتفاق قد تضع روسيا في وضع صعب. فبالنسبة إليه، يصعب على روسيا دفع #إيران ومقاتليها باتّجاه مغادرة هذه المنطقة، وحتى لو نجحت بذلك، فعليها أن تقدّم لطهران مكاسب أخرى. وفي جميع الأحوال، يؤكّد خليبنيكوف أنّ إيران "قادرة دوماً على تخريب الاتفاق". في المقابل، نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" عن مصدر مخابراتيّ غربيّ إشارته إلى أنّ إيران "تبني قاعدة عسكريّة دائمة داخل سوريا". وعرض الموقع عدداً من الصور المقارنة التي تبرز أعمال البناء بالقرب من مدينة الكسوة على بعد 14 كيلومتراً جنوب دمشق. وقال مسؤول غربيّ آخر للموقع إنّ طموحات إيرانيّة حول وجود بعيد المدى لإيران في سوريا لن يكون أمراً غير منطقيّ بالنسبة للإيرانيّين. فهل تكون القاعدة الدائمة جزءاً من صفقة إيرانيّة روسيّة تبعد حضور طهران عن جنوب سوريا مقابل تعزيزه في وسطها؟



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم