السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"الحريري في القلب"... اللبنانيون قدّموا صورة مختلفة عن بلدهم الغارق في الأزمات

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
"الحريري في القلب"... اللبنانيون قدّموا صورة مختلفة عن بلدهم الغارق في الأزمات
"الحريري في القلب"... اللبنانيون قدّموا صورة مختلفة عن بلدهم الغارق في الأزمات
A+ A-

اطلق #ماراثون_بيروت الدولي اليوم نسخته الخامسة عشرة في ظروف استثنائية يشهدها لبنان مع دخول البلاد أزمة جراء استقالة رئيس الوزراء سعد #الحريري الذي دأب على المشاركة في الحدث الرياضي الاهم في لبنان منذ اطلاقه للمرة لالولى عام 2002. 

تبنى الحدث الرياضي السنوي على مدى 15 عاما العديد من الشعارات وكان الشعار المقرر لهذا العام "15 سنة ورح نركض" الا أن الازمة السياسية أرخت بظلالها على الماراثون بعد دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال #عون بالامس اللبنانيين للمشاركة وتحويل السباق الى تظاهرة رياضية وطنية للتضامن مع الحريري وعودته الى وطنه.

إنها السادسة والثلث صباحاً، في منطقة الواجهة البحرية قرب "البيال" الشمس ما زالت خجولة ترفض الخروج إلى العلن. عداؤون يغزون شوارع بيروت وأحياءها المقفلة أمام السيارات متوجهين نحو ساحة الحدث. اختاروا أن يكون الأحد 11 تشرين الثاني 2017 يوما ليركضوا ليس فقط من أجل الوصول الى خط النهاية فبعضهم يركض من أجل قضية يؤمن بها وآخرون يركضون تضامناً مع رئيس حكومتهم.

في الساحات التي تحتضن العدائين الذين يستعدون للانطلاق في السباق، هناك فرحة طفل اتى لممارسة الرياضة دون أن يشغل باله الوضع السياسي، وهو بالطبع لن يفهم قضية استقالة الحريري وغيابه عن البلاد، هذا الطفل سيركض في الماراثون حبا بالحياة واضعا رقماً للسباق على صدره، وهناك في آخر الساحة رجال ونساء تجمعهم الجدية والإصرار لأن الماراثون ليس يوماً ترفيهياً فقط، بل على العكس هو سباق عالمي يجب الفوز به وتحقيق أرقام مُميزة، هؤلاء هم العداؤون المحترفون الذين سيخوضون غمار سباق الـ 42 كلم الأكبر في هذا الحدث الرياضي. بعضهم يرتدي ثياباً تدلُ على مستوى الاحترافية التي وصلوا إليها وبعضهم الآخر يختبر مدى الاحترافية الرياضية التي يملكها من خلال حركات التحمية التي يقوم بها تحضيراً لخوض السباق. قرب منصة الموسيقى والترفيه، شباب وشابات يتفاعلون مع الانغام الصادحة في المكان تجمعهم الروح الشبابية الجميلة، تارةً تجد مجموعة تأخذ الصور التذكارية، في وقت تجلس مجموعة أخرى ارضا تتبادل اطراف الحديث، تضحك وتناقش التحضيرات. لكن الأهم أن هؤلاء نزلوا إلى الساحات بحثاً عن فسحة للتنفس في بلد لا تبتعد عنه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

"النهار" جالت بين المشاركين، واستطلعت هدف مشاركتهم في السباق، أحدهم يقول: "بحب بيروت وروح الحياة بدها تضل فيها"، وآخر يركض لنشر الفرح والسعادة، يقترب شاب آخر ويخبرنا انه يمارس هوايته المفضلة. رجل في العقد الخامس من العمر عبّر عن افتقاده من يعتبره زعيمه السياسي قائلا: "كان الماراثون بوجوده أحلى راجع والسما زرقا"، شابات في مقتبل العمر كنا ينتظرن السياسي الشاب لاخذ صورة معه ويتحسرون اليوم. احدى السيدات رفعت صورة الحريري مطالبة بعودته، وأخرى اكدت "لـ"النهار" ان الحماسة لديها اليوم تضاعفت بعد الدعوة الى تحويل الحدث تظاهرة وطنية دعما لرئيس حكومة البلاد على الرغم من اختلافها سياسيا معه. شاب جامعي يعتبر ان مشاركته في السباق اكتسبت معنى اسمياً ببعدها الوطني الداعم للحريري. "الحريري في القلب"، لسان حال كثير من المشاركين.

قمصان وقبّعات طبعت عليها صور الحريري وعبارات تدعوه للعودة تعبيراً عن الدعم الوطني الكبير الذي يحظى به، "we want our pm back"، "waiting for you"، "raning for you"، "كلنا معك".

بالنسبة لوزير الدفاع يعقوب الصراف الذي كان في منصة ضيوف الشرف، المشاركة واجب وطني قائلا لـ"النهار": "لبنان بلد متقدم على طريق السلام والسلم ضمن الخطوط الاساسية التي تصون كرامة شعبه وتاريخه ونضالاته وانتصاراته"، مشيرا الى ان "الماراثون من اهم الاحداث الرياضية التي تنظم في لبنان وتحويله الى تظاهرة وطنية هو أجمل صورة يمكن أن نعكسها عن بلدنا في ظل الازمة التي نعيشها".

واعتبر الصراف أن "الانتصار الآتي سيكون أكبر وأجمل وأعظم وأكرم خاصة أن لبنان اثبت انه خطى خطوة مهمة نحو دولة مؤسسات تخدم حرية وثقافة وكرامة المواطن ونحن هنا من اجل ذلك".

وفي هذه المناسبة تقول مي خليل، مؤسسة جمعية بيروت ماراثون، لـ"النهار": "أن محطة 8 كلم مفتوحة للجميع وكل عداء سيركض للقضية الملتزم بها، وبناء على رسالة الرئيس عون الجميع سيركض بصوت واحد من أجل الحريري على امل ان يستعيد لبنان وشعبه كرامتهم وبالتالي اللبناني يركض من اجل كرامته"، معتبرة انه "عبر الرياضة يمكننا ايصال العديد من الرسائل انما قضية الرئيس الحريري لم تعد سياسية بل انسانية".

الحريري كان مناصرا وداعما للماراثون لانه يؤمن بلبنان الوطن تشير خليل، لافتة الى انه "مهما عصفت الظروف بلبنان تبقى إرادة الحياة هي الاقوى".

كذلك يقول رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لـ"النهار": "جئنا لنؤكد انه ليس لدينا خيار سوى الرئيس الحريري لأنه رمز الاعتدال والوحدة الوطنية نتضامن معه ونهديه الماراثون هذا العام"، لافتا الى ان "الحريري عبر مشاركته في السباقات على مر السنين كان يصر على ان بيروت هي القلب النابض للبنان".

احتضنت شوارع بيروت ما يفوق 48 الف عداء ركضوا حاملين في عيونهم أملاً بأن يكون لبنان على مشارف خط النهاية لأزمته المتفاقمة وسط بركان التحولات في المنطقة. وفِي انتظار عودة رئيس حكومتهم، قدم اللبنانيون صورة مختلفة عما يعيشه وطنهم من توترات سياسية وأمنية.

اقرأ أيضاً: بيروت تركض... سباق الماراتون تحت شعار "عودة الرئيس الحريري" (صور وفيديو)

وأيضاً: أبرز اللقطات لحضور الحريري في الماراتون... "كلنا معك" (صور)

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم