الطرق إلى الله والخلاص الأبديّ

المسيحيّة والإسلام ليسا مجموعة نظريّات، بل هما طريقان يقودان إلى الله. فالمسيحيّة هي حياة اتّحاد المؤمن مع الربّ يسوع المسيح الذي قال: "أنا الطريق والحقّ والحياة. لا يأتي أحدٌ إلى الآب إلاّ بي" (يوحنا 6:14). والمسيحيّون يُدعون في سفر أعمال الرسل "أتباع الطريق" (2:9؛ 5:22)، أي "طريق الربّ" (25:18)، أو "طريق الله" (26:18؛ متى 16:22). وهذه الطريق هي "طريق الخلاص" (17:16). والإسلام جاء يعلن للناس الصراط المستقيم. والمسلمون يبتهلون إلى الله مرّات عدة في اليوم قائلين في سورة الفاتحة: "إهدنا الصراط المستقيم". ولتأكيد هذا الأمر، كان قديمًا كلّ دين يعتبر أتباعه وحدهم الخالصين ويحكم على جميع أتباع الأديان الأخرى بالهلاك الأبديّ. "زد على ذلك، كما يقول الدكتور محمّد الطالبي، أنّ مجموعة المؤمنين الفائزين بالخلاص في نطاق الدين الواحد يقلّ عددها باعتبار أنّ أصحاب البدع المختلفة محكوم عليهم بالنار والخسران الأبديّ. وهكذا يؤول بنا الأمر إلى أن نفكّر أنّ الأغلبيّة الساحقة من البشريّة، باستثناء بعض المحظوظين المصطفين، مآلها جهنّم وبئس المصير. ونجد مع ذلك...