السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فيليب سالم حدَّد معنى لبنان في أبعاد رسالته

جوزف باسيل
Bookmark
فيليب سالم حدَّد معنى لبنان في أبعاد رسالته
فيليب سالم حدَّد معنى لبنان في أبعاد رسالته
A+ A-
يلامس الأسطورةَ حب فيليب سالم لبنان، حيث يستحيل المستحيل ممكناً. حب شعوري حسِّي يُتلى كسبحة الوردية وكمحبسة القديسين. تحبه إذا قبَّلت يده وعانقته ولامست أهدابه ومرَّغت جبينك على جباله وتعمدت في أنهاره. تحبّه إذا أصبحت جزءاً منه، عضواً في جسده. واتخذت لك عرزالاً في فيافيه ورويت حكاياه الكثيرة والعتيقة بعتق نبيذه وقِدم أزمانه وعبق أساطيره، وإلا فحفنة من تراب وشتلة زيتون وعصرة زيت حيث تكون في أصقاع الأرض. تواردت هذه الأفكار إذ باشرتُ قراءة كتاب البروفسور فيليب سالم "رسالة لبنان ومعناه" (دار نوفل/ هاشيت أنطوان)، وتفاعلت مع روايته لأبنائه المضمّخة بالعطر والعنبر، التي وضعت لبنان موضع الأساطير. يتكلم باسم الناس كل الناس، النخبة منهم، صوتها أعلى ووسائلها أكثر وفرة، لكنه صوت العامة أيضاً، يجاهر بالآراء والمواقف التي تهمس بها في سهراتها ومقاهيها، ويعلن ما يتكلم به الخاصة وما تتوصل إليه الدراسات. يجبل ما حمله معه من القرية بما رفدته به القرية الكونية فيتوصل إلى رؤية تغاير رؤية المقيمين وحتى المغتربين الذين لم يبلغوا في المعرفة حيث بلغ.ينطق لبنان برسالته ومعناه، باسم الغالبية الساحقة من أبنائه الغلابى وباسم الكثرة الغالبة من نخبة مثقفيه، فيقول إن لبنانه هو لبنان الرسالة والحضارة، الرسالة في تعدديته الثقافية ذات القيم الحضارية المشتركة القائمة على المحبة والفرح والسعادة والطهر، والحضارة في تراث عتيق عميق يعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة من توازي الثقافات على الالفة والعونة والمؤاجرة.مقالاته في افتتاحية "النهار" منذ التسعينات، حين قال له غسان تويني "الكلمة التي لا تُعمَّد بالحبر تموت"، مجموعة في كتاب، عبّر فيها في مناسبات مختلفة عن آراء سياسية وفكرية وثقافية، ضمَّنها ما كان يردده اللبنانيون سرّاً، فأعلنه جهاراً في مراحل حرجة من تاريخ لبنان الحديث، لافتاً إلى معلومة، أو باحثاً في ما يجب أن يتوجه إليه الشعب أو الحكام، أو موجِّهاً إلى حلٍّ ما.ورغم آنيّة مجمل المقالات لارتباطها بمناسبة ما أو حدثٍ ما في مرحلة زمنية محددة، إلا أن معالجته تستشرف توقعات وتبحث في حلول وإن لم ترسمها، فالفكر السياسي يستند إلى سندين هما الفلسفة ببعدها الكوني والمعرفة بما هي تراكم خبرات.يقرأ بوصلة السياسة جيداً فلا يخطئ في اتجاه الشمال، ومنه يحدِّد اتجاهاته، خصوصاً الاتجاه المعاكس، قطب الجنوب، حيث مشكلة لبنان والعرب الأولى، وحيث المشكلة يكون الحلّ.قضية الجنوب بما كانت عليه،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم