الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الهجوم في نيروبي يعيد الى الذاكرة كابوس هجمات بومباي

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

لدى مشاهدة الهجوم الدامي الذي شنه اسلاميون على مركز تجاري في نيروبي، تشعر دفيكا (14 عاما) مجددا بالحقد الذي تملكها بعد ان اصيبت في اعتداءات بومباي في 2008.


فقد كان للهجوم الذي شنه مسلحون اسلاميون صوماليون على مركز ويست غيت في نيروبي وقعا كبيرا على سكان المدينة الهندية التي شهدت في 2008 هجمات منسقة ضد فنادق فخمة ومطعم سياحي ومركز يهودي ومستشفى ومحطة القطارات المركزية. والهجمات التي نفذها كومندوس من 10 رجال اوقعت 166 قتيلا بين 26 و29 تشرين الثاني 2008.
وقالت دفيكا التي اصيبت في محطة بومباي المركزية عندما كانت في التاسعة من العمر: "اشاهد مع والدي الهجوم في نيروبي وكأنني اعيش مجددا الكابوس الذي عشته هنا".
وكانت دفيكا اصغر الشهود سنا في محاكمة محمد قصاب الناجي الوحيد بين منفذي اعتداءات بومباي الذي اعدم شنقا في نهاية 2012. وكما في نيروبي، كانت المجموعة الاسلامية في بومباي المدججة بالسلاح تدربت في الخارج، وتحديدا في باكستان.
وصرحت دفيكا لـ"فرانس برس": "انني غاضبة جدا. اشعر بالحقد في كل مرة اسمع او اقرأ عن هجوم ارهابي". ولا تزال الفتاة تواجه مشكلات في المشي جراء اصابتها.
وفي 2008، تابع سكان بومباي مباشرة على التلفزيون لثلاثة ايام الهجمات التي شنتها المجموعة الاسلامية على مواقع رمزية في المدينة.
وكتب اناند مهيندرا صاحب المجموعة الصناعية الهندية التي تحمل اسمه على حسابه على "تويتر": "نحن في بومباي نعرف جيدا ما يعيشه سكان نيروبي ومشاعر الرعب والغضب التي تنتابهم. اننا نتعاطف معهم".
وساعدت الطبيبة النفسية مايا كيربلاني عدة شهود لمذبحة بومباي على تجاوز تجربتهم الصعبة.
وقالت: "كان هناك الكثير من الكوابيس والصدمات".
واضافت: "نجح البعض في تخطي محنته مع الوقت والمساعدة النفسية. لا اعتقد ان احدا نسي المجزرة كليا لان الذكريات والجروح تبقى".
ويصف نتورلال روتاوان، والد دفيكا الذي كان مع ابنته لدى حصول اطلاق النار، محاصرة المركز التجاري في نيروبي بانه "الجزء الثاني لاعتداءات بومباي".
وقال: "وحدهم الذين شهدوا او فقدوا اقارب في هذه الهجمات يستطيعون ان يفهموا مشاعرنا".
ولا يزال شنتان سكاريا صاحب متجر مجوهرات، يعيش مع اسرته قرب المركز اليهودي الذي تعرض لهجوم المجموعة في 2008 وكان مسرحا لمشاهد دموية.
وكان احد الاشخاص الستين الذين لجأوا الى شقة لليلة هربا من اطلاق النار وانفجار القنابل.
ويستذكر مشهد صديق له يركض وهو يصرخ بعد ان قتل والده بالرصاص ومهاجمين "يطلقون النار عشوائيا" على المركز اليهودي.
وقال ان تأسيس اسرة ساعده في المضي قدما، لكن مشاعر الخوف لا تفارقه ومشاهد الهجوم في نيروبي اعادت الى ذاكرته صورا مأسوية. وقال "لم تتجاوز بومباي هذه التجربة سوى جزئيا".
وصرح شنتان سكاريا للوكالة عينها: "الحقيقة هي ان الذين شهدوا اعتداءات بومباي يخافون مثلي ومثل اسرتي من الاختلاط بالحشود او استخدام وسائل النقل العام. لم نعد نثق باحد ولا بشيء".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم