تامر طليس يعاني شللاً دماغياً... ووالده: "أنقذوا ابني"

يعاني تامر طليس (12 سنة) شللاً دماغياً طفولياً بعد 6 أشهر على ولادته. يعجز تامر عن المشي أو الكلام، يستمع من دون القدرة على الإجابة. بين آمال أهله والواقع الطبي يتأرجح تامر بين عالمين متباعدين، يتمنى والده حسين طليس إرساله الى الخارج لإجراء عملية جراحية في الدماغ في حين ان الأطباء لديهم آراء مختلفة وأكثر واقعية استناداً الى وقائع وحالات طبية ملموسة. فما هي قصة تامر وماذا يطلب والده وكيف يُفسر الطب حالته؟

مضاعفات الشلل الدماغي

يُعيق هذا الشلل حياة تامر اليومية حتى في أصغر التفاصيل، ويؤثر في صحته الغذائية لأنه عاجزٌ عن مضغ الطعام. إلا هذه المشكلة تسبب له كل فترة التهابات في الرئة تجعله يدخل المستشفى بصورة دائمة لتلقي العلاج. يرى والد تامر حسين طليس في حديثه لـ "النهار" أن "تامر انتقل من الشلل الذي يُكبل حياته الى مشكلة صحية اخرى ناتجة من التهابات بسبب عدم قدرته على مضغ الطعام برغم من طحنه. اعتادت المستشفى على وجود تامر فيها كل فترة، لا يلبث ان يغادرها حتى يعود اليها مجدداً، هذه الحالة دفعت الأطباء الى مصارحة والده بضرورة إجراء عملية لوضع انبوب في معدته حتى يتمكن من تناول الطعام دون مضاعفات".

"يحتاج الى عملية جراحية يتعذر إجراؤها في لبنان حيث سيتمّ استبدال الخلايا الميتة بأخرى حية في منطقة الدماغ. عملية ليست سهلة وتصل نسبة نجاحها الى 60% " وفق ما أكده لنا.

لا مفرّ من هذه العملية على رغم من عدم تقبل والده لها، لا يخفي حزنه وامتعاضه من هذه العملية لكن طبياً على تامر إجراء هذه العملية حتى يرتاح من الالتهابات المتكررة. يصارحك والده بالقول "لقد أرسلت ملف تامر الى إيران واكدوا لي انه بإمكاننا اجراء عملية جراحية في دماغه من خلال زرع خلايا حيّة مكان الميتة وتالياً شفاؤه من هذا الشلل". يميل حسين الى إجراء هذه العملية التي تصل نسبة نجاحها الى 60%، لكن ما يتمناه حسين لا يجد صداه الإيجابي في عالم الطب. وبين التمنيات والواقع حقيقة لا يمكن تغييرها، فماذا يقول الاختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب محفوظ قاسم لـ "النهار" حول حالة تامر طليس؟ 

تفاوت في الآمال ولكن!

أكد الدكتور قاسم ان "الطفل تامر طليس تعرض بعمر الستة أشهر لارتفاع في الحرارة نتج منها إلتهابات دماغية وهو من ذلك الوقت يعاني نوبات صرع متكررة ويحتاج الى دواء وفيتامين للحدّ من هذه النوبات". وعن ضرورة اجراء عملية لرزع انبوب في معدته، أشار الى انه نتيجة نقص الاوكسجين الذي ادى الى شلل دماغي، يعاني الطفل تامر التهابات رئوية بسبب عدم قدرته على مضغ الطعام جيداً. اما بالنسبة الى عملية الدماغ، فهو غير متفائل من هذه العملية، فبعد رؤية الحالات التي خضعت لمثل هذه العملية لم يجد تجاوباً او نتائج فعاّلة وإلا لكنا عالجنا الشلل الدماغي عند الكثيرين. لم تثبت عملية سحب خلايا جزعية من النخاع الشوكي وزرعها في الدماغ نجاحها على ارض الواقع".

عُرضت حالة تامر على الدكتور قاسم لكنه ليس الطبيب المتابع لحالته اليوم، إلا ان ما أكده الطبيب انه بحاجة الى اجراء عملية الانبوب في المعدة.

هكذا تفاوتت الآمال بين الطبيب والوالد، لكن الثابت الوحيد تبقى حالة تامر الصحية وضورورة متابعتها وإيجاد حل سريع. فصحته تتدهور بين الحين والآخر، الإلتهابات انهكت جسده وهو بحاجة الى المساعدة. نداء أطلقه حسين والد تامر، وكل ما يطلبه "ان يتحمل احدهم تكلفة العملية الجراحية في الدماغ في الخارج لأنه يتعذر اجراؤها في لبنان، وان تكون حال تامر أفضل مما هي عليه الآن".