الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لبنان أمام يومين مشهودين بمحطاتهما التي تخترق أعمال الدورة الـ 68 للأمم المتحدة

نبيل بو منصف
A+ A-

أن يتمكن الحكم اللبناني الذي يكابد الامرين في أزمات الداخل من فرض قضية تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية ولاسيما منها الأزمة السورية على الامم المتحدة والدول الخمس الكبرى ليس مسالة عادية. يقف لبنان اليوم وغدا أمام يومين سيكونان مشهودين بمحطاتهما التي ستخترق اعمال الدورة الـ 68 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهي محطات متعاقبة تبدأ بلقاء الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم، ثم بالقاء الرئيس اللبناني كلمة لبنان مساء أمام الجمعية العمومية، ثم تتوج غداً بانعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، فضلا عن لقاءات كثيفة لرئيس الجمهورية ابرزها مع الرئيس الايراني حسن روحاني.


تشكل الأزمة السورية المحور النجومي هذه السنة الذي يهيمن على الامم المتحدة واستتباعا لها أيضاً ملامح الانفتاح الأميركي - الايراني بحيث سيكون الرئيس روحاني قبلة الأنظار ولولب تغطية إعلامية محمومة. حتى ان احد الديبلوماسيين اللبنانيين البارزين لم تفته الملاحظة أن الغائب الأكبر عن الجمعية العمومية هذه المرة هي فلسطين والصراع العربي - الاسرائيلي.
وسط تدافع هذه الاولويات المتصلة بسوريا وإيران، ماذا تراه يمكن أن يحقق لبنان؟
يغلب على الرئيس سليمان وفريقه الاستشاري مزيج من الواقعية الشديدة في الإحاطة بالمناخ الدولي والاقليمي وآمال عريضة مبررة بامكان تحقيق اختراق ديبلوماسي وسياسي ومعنوي بالدرجة الأولى من شأنه أن يشكل المظلة الدولية لتحييد لبنان عن الأزمة السورية ومن ثم إطلاق آلية دعم متلاحقة الحلقات للبنان سواء في أزمة اللاجئين السوريين أو في دعم المؤسسات ولا سيما منها الجيش. ولعل أكثر ما يبرر آمال الوفد اللبناني هو أن تبرز معالم توافق دولي على دعم الاستقرار في لبنان من خلال مشاركة وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب الاتحاد الاوروبي والدول العربية والبنك الدولي ووكالات الامم المتحدة المعنية في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان غداً، إذ ان فلسفة البيان الذي وضعت مسودته في بيروت بالتنسيق مع منسق الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي قامت على محورية سياسة النأي بالنفس و"إعلان بعبدا" كاساس صلب متوافق عليه داخليا ومن ثم دوليا لحماية لبنان وتحييده. ولذا يشدد الجانب اللبناني على أن الاساس في اجتماع نيويورك غداً هو البعد السياسي والديبلوماسي هذا الذي في حال تكريسه فانه يطلق رسالة استقرار لبنان ومن ثم يعبد الطريق للجانب الآخر المتصل بدعم لبنان وفق آليات متواصلة تمكن لبنان من الحصول على أوجه مختلفة من الدعم عبر هبات.
الى هذا الاجتماع المحوري، فان لقاءات الرئيس سليمان ومواقفه المتوقعة ستكتسب أهمية ودلالة نظرا الى أن تخصيص لبنان باجتماع مجموعة الدعم وسط اعمال افتتاح الجمعية العمومية للأمم المتحدة لم يكن تطورا تقليديا بل عكس ارتفاع لبنان الى مرتبة متقدمة من الاهتمامات الدولية. وفي هذا السياق سيكتسب اللقاء الذي خص به الرئيس الاميركي نظيره اللبناني بعدين أساسيين: الأول إبراز الإدارة الأميركية الأهمية التي تعلقها على الاستقرار اللبناني، والثاني الاستماع من الرئيس سليمان الى وجهة نظر لبنان حيال التطورات المتعلقة بالأزمة السورية ورؤيته حيال سبل حلها. وعلمت "النهار" أن هذا الجانب سيكون احد المحاور الأساسية للقاء وان الرئيس اللبناني سيبلغ نظيره الاميركي تصوره المبدئي لحتمية الحل السياسي في سوريا وأهمية هذا الحل بالنسبة الى المنطقة ولبنان والمصالح الدولية أيضاً. أما كلمة سليمان أمام الامم المتحدة مساء اليوم فعلم أن ابرز ما يميزها هو تناولها اخطار تنامي التطرف والأصوليات الدينية في المنطقة وحض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته حيال حماية التعددية والأقليات، كما تفرد الكلمة حيزا للحديث عن المسيحيين في المنطقة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم