الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السعودية وإيران: هل تنقلب الحروب بالوكالة إلى صدام مباشر؟

السعودية وإيران: هل تنقلب الحروب بالوكالة إلى صدام مباشر؟
السعودية وإيران: هل تنقلب الحروب بالوكالة إلى صدام مباشر؟
A+ A-

تصاعد التوتر بين التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وايران على خلفية إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على مطار الملك خالد الدولي في الرياض السبت، إذ اعتبر التحالف هذا العمل بمثابة عدوان إيراني مباشر على السعودية. 

تقف القوتان الاقليميتان، السعودية وايران، على النقيض في الكثير من ملفات المنطقة. ويقول مراقبون إنهما تخوضان حروباً بالوكالة في نزاعات الشرق الاوسط، إلّا ان التهديد بعمل عسكري مباشر يدفع الخصومة بينهما الى مرحلة أشد خطورة.

ومساء السبت، قالت السلطات السعودية إن قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخاً باليستياً أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن نحو العاصمة، مما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار.

وعلى رغم ان الصاروخ لم يعطل حركة الملاحة الجوية، الا انه يشكل بالنسبة الى السعوديين تهديداً جدياً، إذ انه عبر مسافة تقدر بنحو ألف كيلومتر انطلاقاً من أقرب نقطة حدودية بين شمال اليمن وجنوب المملكة.

وسارعت الرياض الى تحميل طهران المسؤولية في إطار دعمها للحوثيين بالسلاح والمال، وهددت بالرد ليس على المتمردين فحسب، وانما على ايران ايضا. ومعلوم أن السعودية تقود منذ آذار 2015 تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وجاء في بيان للتحالف وزعته وكالة الانباء السعودية "و ا س": "ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية". ورأى إن "التورط" الإيراني يعتبر "عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً... وعملاً من أعمال الحرب ضد المملكة".

وأكدت قيادة التحالف "احتفاظ المملكة بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه واستناداً إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها".

ووقت ينشغل السعوديون بالبحث في القدرات التي مكنت الصاروخ اليمني من اجتياز مسافة طويلة، قررت المملكة اقفالاً موقتاً لكل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية.

وأوضح بيان التحالف أنه "من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية... قررت قيادة قوات التحالف الإغلاق الموقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية". لكنه اشار الى مراعاة "استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة"

وقد وجه التحالف، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصابع الاتهام في هذا الهجوم إلى طهران.

وفي موازاة قرار اقفال المنافذ، أعلنت السعودية عن لائحة تضم أسماء 40 مسؤولاً في صفوف الحوثيين، وقررت صرف مكافآت مالية (تبلغ قيمتها الاجمالية 440 مليون دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال أحدهم.

وضمت اللائحة زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المكتب السياسي صالح علي الصماد، ولم تشمل علي عبدالله صالح.

وبلغت قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال زعيم المتمردين 30 مليون دولار، و20 مليون دولار لمن يساهم في اعتقال الصماد. وراوحت قيمة المكافآت الاخرى بين 20 وخمسة ملايين دولار.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لو دريان الأحد بأن إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً استهدف الرياض يبرهن على وجود خطر لانتشار الصواريخ الباليستية على نطاق أوسع في المنطقة.

وفي الاشهر الاخيرة، سعت السعودية الى مقارعة النفوذ الايراني في العراق أيضاً من بوابة الاقتصاد، فأنشأت مجلساً للتعاون الاقتصادي، وأوعزت الى طائراتها المدنية بالهبوط في بغداد، وزار مسؤولون كبار فيها العاصمة العراقية، مشددين على رغبة المملكة في المساهمة في اعادة الاعمار في مرحلة ما بعد "تنظيم الدولة الاسلامية".

وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قال في مقابلة تلفزيونية في أيار الماضي، في إشارة الى سعي ايران الى تقوية نفوذها في المنطقة: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل كي تكون المعركة عندهم في إيران".


الموقف الايراني

لكن طهران رفضت بيان التحالف العربي، ووصفت الاتهامات السعودية بأنها "استفزازية وغير مسؤولة وهدّامة".

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: "نرفض الاتهامات التي وجهها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن"، مضيفة أن " توجيه هذه الاتهامات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة سيضيق الخناق أكثر على التحالف المهزوم في اليمن". واعتبرت أن "السعودية عجزت عن تحقيق أهدافها في اليمن بعد حرب وعدوان عسكري طويل". وأوضحت أن "رد فعل الیمنيين على العدوان السعودي خطوة مستقلة وليست نتيجة تحريض من أي دولة أخرى". وختمت: "نشفق على التحالف وننصحه بالتخلي عن توجيه الاتهامات الواهية وأن يوقف العمليات العسكرية ضد اليمنيين الأبرياء على وجه السرعة للتمهيد للحوار اليمني اليمني وإحلال السلام هناك".

ونفى قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الاتهامات بالوقوف وراء اطلاق الصاروخ على السعودية، ووصفها بأنها أحد "افتراءات" الرئيس الأميركي. وقال: السيد ترامب قال الكثير من الأشياء التي لا أساس لها وردد أكاذيب كثيرة واتهم إيران زوراً كثيراً من قبل وهذا أحد هذه الافتراءات". وأضاف: "ليس لدينا حتى إمكان نقل صواريخ إلى اليمن. هذه الصواريخ تخصهم وقد زيد مداها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم