الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التوتّر يتصاعد بين السعودية وايران... ضوء أخضر من إدارة ترامب

المصدر: أ ف ب
التوتّر يتصاعد بين السعودية وايران... ضوء أخضر من إدارة ترامب
التوتّر يتصاعد بين السعودية وايران... ضوء أخضر من إدارة ترامب
A+ A-

تصاعد التوتر بين المملكة #السعودية و#ايران حيال النزاع في #اليمن في شكل خطير اليوم، مع تهديد الرياض بتحرك "في الشكل المناسب" ضد طهران، على خلفية اتهامها بدعم القدرات الصاروخية للمتمردين الحوثيين.

وجاء هذا التهديد في خضم حملة سياسية واقتصادية واعلامية تشنها السعودية ضد ايران، لمقارعة نفوذها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، مدفوعة بضوء اخضر من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وتقف القوتان الاقليميتان، السعودية وايران، على النقيض في العديد من ملفات المنطقة. ويقول مراقبون انهما تخوضان حروبا بالوكالة في نزاعات الشرق الاوسط. الا ان التهديد بعمل عسكري مباشر يدفع الخصومة بينهما الى مرحلة أكثر خطورة.

مساء السبت، أعلنت السعودية ان قواتها اعترضت، فوق مطار الرياض، صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن في اتجاه العاصمة، مما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار. ورغم ان الصاروخ لم يعطل حركة الملاحة الجوية، الا انه يشكل، بالنسبة الى السعوديين، تهديدا جديا، إذ انه عبر مسافة تقدر بنحو 1000 كيلومتر، انطلاقا من أقرب نقطة حدودية بين شمال اليمن وجنوب المملكة.

وسارعت الرياض الى تحميل طهران المسؤولية في إطار دعمها الحوثيين الشيعة بالسلاح والمال. وهددت بالرد، ليس على المتمردين فحسب، انما ايضا على ايران.

منذ آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن، دعما للحكومة المعترف بها، في مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية: "ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية". ورأى أن "التورط" الإيراني يعتبر "عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً (...) وعملا من أعمال الحرب ضد المملكة".

وأكدت قيادة التحالف "احتفاظ المملكة بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه، واستناداً إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها".

من جهته، رفض الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في بيان اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية، واصفا اياها بانها "مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية". واعتبر ان اطلاق الصاروخ "رد مستقل، ويعود سببه الى الاعتداءات السعودية، وليس الى اجراءات او تحريك من اي دولة اخرى".


ودعا الرياض الى "الابتعاد عن الاسقاطات والاتهامات الجوفاء، والعمل على وقف الهجمات ضد الشعب اليمني البريء والاعزل في اسرع وقت، وتمهيد الطريق للحوار بين اليمنيين، بهدف احلال السلام في هذا البلد".   

وفي وقت ينشغل السعوديون بالبحث في القدرات التي مكّنت الصاروخ اليمني من اجتياز مسافة طويلة، قررت المملكة الاغلاق الموقت لكل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية. وقال التحالف في بيان: "من أجل سد الثغر الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية، والتي تسببت باستمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية(...)، قررت قيادة قوات التحالف الإغلاق الموقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية". لكنه اشار الى مراعاة "استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وفقا لإجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة".

منذ 2014، يشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء بأيدي المتمردين المتحالفين مع أنصار الرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح في أيلول من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية في آذار 2015. وخلّف النزاع اكثر من 8650 قتيلا، واكثر من 58 الف جريح منذ التدخل السعودي، وفقا لارقام الامم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. وتطالب منظمات دولية اطراف النزاع بفتح مطار صنعاء والموانئ اليمنية امام الحركة التجارية من اجل تجنب المجاعة.

وفي موازاة قرار إغلاق المنافذ، أعلنت السعودية لائحة تضم أسماء 40 مسؤولا في صفوف الحوثيين. وقررت صرف مكافآت مالية (تبلغ قيمتها الاجمالية 440 مليون دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال احدهم. وضمت اللائحة زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي، رئيس المكتب السياسي صالح علي الصماد. ولم تشمل علي عبدالله صالح .

وبلغت قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال زعيم المتمردين 30 مليون دولار، و20 مليون دولار لمن يساهم في اعتقال الصماد. وراوحت قيمة المكافآت الاخرى بين 5 ملايين دولار. و20 مليونا.

وقالت المحللة رندا سليم من معهد الشرق الأوسط إنه من غير الواضح إذا كانت القيادة السعودية "فكرت مليا في أن درجة التصعيد الحالي هي بالضبط ما سعت إليه فعليا". وما يزيد مخاوف حصول تصعيد، في رأيها، هو أن إدارة الرئيس ترامب اتخذت موقفا قويا كذلك ضد ايران، "وبالتالي قد لا تحاول إرسال إشارات ردع للسعوديين".

وقبيل حادثة الصاروخ اليمني فوق الرياض، شهد الصراع السعودي-الايراني جولة عراك سياسي مهمة، تمثلت في اعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، استقالته من منصبه، حاملاً على إيران و"حزب الله".

ورأى محللون ان الاعلان المفاجئ للاستقالة السبت من السعودية يبرز حدة الصراع المتنامي بين طهران والرياض، خصوصا في وقت توشك الحرب في سوريا والعراق ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" على النهاية.

وتسعى السعودية الى منع ايران من استثمار نتائج الانتصار على التنظيم في هذين البلدين، حيث تملك طهران نفوذا كبيرا. وفي الاشهر الاخيرة، سعت الى مواجهة النفوذ الايراني في العراق ايضا من بوابة الاقتصاد، فأسست مجلسا للتعاون الاقتصادي، ووجهت طائراتها المدنية بالهبوط في بغداد، وزار مسؤولون كبار فيها العاصمة العراقية، مشددين على رغبة المملكة في المساهمة في اعادة الاعمار في مرحلة ما بعد تنظيم "الدولة الاسلامية".

وكان الامير محمد قال في مقابلة تلفزيونية في أيار الماضي، في إشارة الى سعي ايران الى تقوية نفوذها في المنطقة: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل كي تكون المعركة عندهم في إيران".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم