الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

استقالة الحريري: الوعي يمنع التوترات

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
استقالة الحريري: الوعي يمنع التوترات
استقالة الحريري: الوعي يمنع التوترات
A+ A-

تجمع مختلف الآراء على أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري كانت مفاجئة، رغم تردد كلام عن احتمالات استقالته أكثر من مرة.


الشارع متهيب من عودة التوتر إلى الساحة، لكنه متكل على أن الرئيس الحريري لم يكن يريد شرا بلبنان، وعودته إلى التوترات الأمنية نتيجة لاستقالته، وإلا لما كان أقدم عليها.


الدكتور بشارة عيد قال: "الهدف من استقالة الرئيس الحريري أهمها الضغط على حزب الله للتخفيف من تدخلاته في الشؤون الداخلية اللبنانية، وسبق أن حدثت استقالات كثيرة ولم يقع حوادث، ولذلك لا اعتقد أنه سيكون لها تداعيات سلبية ميدانيا، ولا توترات امنية ولا غير أمنية".


المحامي عمر مراد رأى أن "الاستقالة اتت مفاجئة للجميع، لا سيما ان الرئيس الحريري كان ينتهج منذ توليه منصبه نهج ادارة الازمة، وتسيير مصالح الناس بالحد الادنى من المشاكل، ويحرص على ازالة جميع العوائق امام عمل الحكومة ولو على حساب رصيده الشعبي".


وأضاف: "هذه الاستقالة وضعت الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية، لا سيما حزب الله الذي عليه اليوم ان يتخذ القرار التاريخي بالعودة الى كنف الدولة اللبنانية بفك كل ارتباطاته وتدخلاته الخارجية الامنية والعسكرية وحتى السياسية وتغليب مصلحة لبنان على كل المصالح الاقليمية والدولية لا سيما المصلحة الايرانية".


رئيس مجلس شباب طرابلس شادي نشابة، اعتبر "ان استقالة الرئيس الحريري امر طبيعي في ظل التوتر السعودي- الايراني. فمن المتوقع ازدياد هذا التوتر والمرحلة حساسة، وان الوجود على طاولة واحدة مع حزب الله في ظل هذه المرحلة يحرجه، خصوصا أن الجميع يعلم ان الرئيس الحريري تحت ظل التحالف العربي وليس ايران، والاستقالة هي دليل على مزيد من التصعيد على حزب الله في لبنان وخصوصا من التحالف العربي، حيث نشهد حزما سعوديا في هذا المجال، واعتقد ان ذلك ايضا مرتبط بالتسوية في سوريا حيث المرحلة تتطلب نقاط قوة لكل طرف وتصاعد نفوذ حزب الله يربح ايران في سوريا وما يحصل امر طبيعي ان كنا نريد ان نقرأه من الناحية السياسية الاقليمية".


سمير الحسن باحث استراتيجي، ومن القيادات الشعبية سابقا في طرابلس، قال: " شكلت الاستقالة مفاجأة وصدمة غير متوقعة خصوصا ان الرئيس الحريري كان قد عكس اجواء ايجابية بعد عودته من المملكة العربية السعودية قبل ايام، لكن سرعان ما تلبدت الاجواء".


ورأى أنه "في كل الحالات، لن يكون للاستقالة تداعيات كبيرة على الداخل اللبناني، فالانقسام قائم منذ 2005، ومستمر، والبلد مر في اكثر من قطوع ومنها الفراغ في الرئاسة لمدة عامين، لهذا سيعمل فخامة الرئيس على استيعاب الاستقالة بمزيد من التمهل".


عربي خليل عكاوي من وجوه منطقة باب التبانة، قال: "لا شك ان استقالة الرئيس الحريري تركت اجواء غير مريحة، خصوصا انه في هذه الحكومة اعتمد سياسة تحييد لبنان عن المحيط الملتهب، وهذا امر محمود، والواضح من مكان اعلان الاستقالة ان ابعادها إقليمية. اما بالنسبة الى لوضع العام وخصوصاً الأمني فلا مخاوف لأن الجميع لا يريد العودة الى الجولات والى الحرب التي ليس فيها رابح، اما الخشية فهي من حرب إسرائيلية على البلد".


من جهته، قال فيصل درنيقة، مسؤول اللجان والروابط الشعبية في الشمال: "كانت الاستقالة مفاجئة. والصراع في لبنان يأخذ ابعادا متنوعة، وعلينا استيعاب الموقف ومنع الفتنة، ونتمنى ان يتغلب العقل، وتكون المعالجة شاملة، والأطراف متفاعلة ومتعاونة لمعالجة الأمور بروية لمصلحة البلد. وكان يجب أن يكون هناك مسار دستوري للأمور يخرج المواقف بأقل الأضرار على البلد. ومع الأسف لم يتوافر ذلك. ومستوى الوعي في لبنان أعتقد انه سيتغلب على المصاعب، واللبنانيون بات لديهم الوعي ان مصلحة بلدهم تتقدم على اي مصلحة أخرى. والمطلوب منا الروية والمصارحة والتعاون، والتفاهم على أي خطوة كبيرة كي نجنب البلاد أي خضات كلنا بغنى عنها".


ربيع مينا، رئيس جمعية بناء الانسان الخيرية، قال: "استقالة الرئيس الحريري تأتي لإعادة التوازن السياسي في لبنان والمحيط، وللعب دور مقابل للدور الإيراني في المنطقة، وتداعيات الاستقالة قد تكون اقتصادية على لبنان، وعدم ثقة بالوضع اللبناني وخصوصا ما نسمعه حول بعض السفارات التي منعت مواطنيها من المجيء إلى لبنان، ودعت الموجودين في لبنان لأخذ الحيطة والحذر. ونخشى أن يكون لها تداعيات امنية، لكن رهاننا هو على الوعي السياسي عند كل الفئات".

ورأى محمد حميد، رئيس تحرير مجلة "بيزنس كورنر" الاقتصادية "أننا نقف جميعا الى جانب الرئيس الحريري، ونثق بحرصه على وطنه وبتناسق مواقفه مع المملكة العربية السعودية لما تحمله من حكمة، وبعد نظر، وحرص على لبنان ومصالحه".


رجل الاعمال ناصر وليد العلي قال: "لا شك ان الاستقالة احدثت مفاجأة على الصعيد الداخلي والخارجي، وأتت نتيجة الصراع الكبير بين السعودية وايران، وللاسف ادخلت لبنان في نفق مظلم، ونأمل الا تأخذنا الى المجهول، لذلك نمر بمرحلة دقيقة جدا تتطلب الكثير من الوعي والحكمة".


رئيس حركة "تجمع امان" محمد حزوري أشار الى أن "ابعاد الاستقالة تؤكد مدى تصاعد وتيرة الاشتباك الاقليمي، واخشى ان تبدأ تداعياتها باعادة خلط الاوراق والدخول في ازمة سياسية جديدة تنذر بمزيد من الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه البلد. اما على المستوى الامني، فلست متخوفا كثيرا على الصعيد الداخلي بوجود رئيس للجمهورية، وجهود القوى العسكرية، وعلى رأسها الجيش. أما على الصعيد الخارجي فكلنا يخشى استغلال العدو الاسرائيلي لما يحصل للقيام بعدوان على وطننا، وهذا يتطلب توحيد الجهود لتفويت الفرصة عليه".


بشير قشوع صاحب شركة للنقل (ترانزيت) رأى أن "للاستقالة أبعادا كثيرة، أهمها الرد السعودي على تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بأننا حيث نكون يكون نفوذنا، وكلمتنا تكون الأولى، والسعودية كردة فعل قالت "لا"، لن نترك لك الساحة. كما أرى فيها ضغطا اميركيا - سعوديا على إيران والحزب".


وعن مخاوف من توترات، قال: "لا مخاوف، ومررنا بظروف أصعب، لكن حتى من دون استقالة، أحيانا تمر كل الدول بعمليات فيها أحداث أمنية".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم