الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

العراق وسوريا يستعدان لمرحلة "مربع التمرد الاول" لـ"داعش"

العراق وسوريا يستعدان لمرحلة "مربع التمرد الاول" لـ"داعش"
العراق وسوريا يستعدان لمرحلة "مربع التمرد الاول" لـ"داعش"
A+ A-


تقترب القوات العراقية والسورية بشكل متزامن على جانبي حدود، في سعيهما إلى تشديد الخناق على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، غير أنه يتعيّن على البلدين الجارين الاستعداد لمرحلة "مربع التمرد الأول" للجهاديين. 

من جهة بغداد، تحدث الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول عن "تنسيق مع الجيش العربي السوري". وفي دمشق، أكد مصدر عسكري أن "التنسيق موجود من غرفة العمليات المشتركة السورية الروسية العراقية الإيرانية في بغداد".

ولاحظ الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار انه وراء الإعلانات الصادرة عن قنوات رسمية، يبدو العمل يداً بيد على الأرض مهمة صعبة للجهات الناشطة والفاعلة.

وفي محافظة دير الزور السورية، يتعرض "داعش" لهجوم على جبهتين، الأولى من الجيش السوري الذي استعاد المدينة التي تحمل اسم المحافظة، والثاني من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التحالف العربي- الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة.

إلى جانب القوات التي تقاتل على الأرض، يضاف الحلفاء والجهات الراعية والقوى الأخرى الإقليمية أو العالمية المنخرطة في الحرب ضد الجهاديين أو في النزاع داخل سوريا.

وأوضح بيطار أنه "في سوريا، لا شيء كان ممكنا من دون الغطاء الجوي الروسي" الداعم لدمشق.

وأضاف أنه في سوريا كما في العراق، "يسعى الايرانيون إلى ضمان الاستمرارية الجغرافية التي تسمح لهم بتأمين قنوات الإمداد لحزب الله" اللبناني.

أما الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مايكل نايتس فرأى ان سوريا والعراق "يهاجمان العدو نفسه في المنطقة نفسها". وقياسا بالمعارك الأخيرة في تلعفر والحويجة، فإن استعادة المنطقة الحدودية من الجهة العراقية، قد تتطلب "أسبوعين".

وعند انتهاء المعارك، ينهي العراق ثلاث سنوات من احتلال ما يقارب ثلث أراضيه. كذلك يمكن سوريا أن تطرد "داعش" سريعاً من محافظة دير الزور، آخر مناطق الانتشار الواسع لـ"داعش".

أمام التقدم السريع للقوات العراقية في المناطق الصحراوية ذات الجغرافية الصعبة، تُسجل انسحابات في صفوف عناصر التنظيم المتطرف.

وأكد الكولونيل ريان ديلون الناطق باسم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن "قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليها في تلك المناطق". لكنه أشار إلى أن الافراد الذين يتمكنون من الهروب "يختبئون في صحراء" وادي الفرات الأوسط، التي كانت طوال سنوات خلت معبرا للتهريب ودخول الجهاديين وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.

ولفت بيطار إلى أن "الطابع الصحراوي لتلك المناطق، سيجعل تأمينها أمراً صعباً، ويمكن فلول تنظيم الدولة الإسلامية أن يبقوا ناشطين حتى بعد الهزيمة".

وفي هذا السياق، أوضح نايتس أن الجهاديين في الواقع قد "عادوا إلى ما كانوا عليه عام 2013"، قائلا إنهم "سيعيدون التمرد إلى المربع الأول"، أي قبل إعلان "الخلافة" في حزيران 2014. وذكر أنه "في العديد من الأماكن، استعادوا قدرات عام 2013" ولا تزال لديهم جيوب عدة محتملة على امتداد الأراضي العراقية، منها مدن "الرمادي والفلوجة، والحزام المحيط ببغداد، ومناطق في محافظتي الأنبار وديالى".

وخلص ديلون الى أنه من تلك المناطق الصحراوية أو الجيوب الخارجة عن سيطرة القوات العراقية "سيسعى الدواعش إلى شن هجمات لزعزعة استقرار السلطات محلياً، ومواصلة العمليات الخارجية والإعلامية، سواء من خلال التخطيط لها أو إلهام مهاجمين في الخارج، للحفاظ على غطاء من الشرعية".

وفي كل الأحوال، وضعت القوات العراقية يدها على نقطة مهمة الجمعة، استناداً الى بيطار، الذي قال إن سيطرتها على منفذ القائم الحدودي مع سوريا "له رمزية".

وأعرب بيطار عن اعتقاده أن "وهم الخلافة الذي كان قادرا على محو الحدود التي فرضها اتفاق سايكس-بيكو، أوشك على نهايته".


تكثيف القصف الروسي

ووقت يضيق الخناق على "داعش"، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة من طائرات "تو-22إم3" التابعة للقوات الجوية الروسية وجهت، ضربات الى التنظيم الجهادي في منطقة البوكمال.

وقالت: "شنت قاذفات بعيدة المدى من طراز تو-22 إم3، بعد إقلاعها من الأراضي الروسية وتحليقها عبر المجال الجوي للعراق وإيران، في 4 تشرين الثاني 2017، غارة جوية جماعية على مواقع للإرهابيين في منطقة مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور". وأوضحت أن الأهداف التي تعرضت للضربة هي مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للإرهابيين، وكذلك مراكز قيادة لتشكيلات "داعش". وأعلنت أن "معطيات وسائل الرصد الموضوعية تؤكد تدمير جميع المواقع المحددة"، وأن "كل الطائرات الروسية عادت إلى قواعدها سالمة، بعد تنفيذ مهمتها".

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف بأن الغارات الروسية سمحت لوحدات القوات السورية بقيادة العميد سهيل الحسن بشن عمليات هجومية نشيطة في المعقل الأخير لتنظيم "داعش" في شرق سوريا.

ويذكر أن القوات الروسية في سوريا تنفذ، منذ 30 أيلول 2015، عملية عسكرية في إطار دعمها جهود الحكومة السورية في مجال محاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا).

ومن أبرز الإنجازات الميدانية الأخيرة، التي حققتها القوات السورية بدعم من روسيا، فك الحصار عن مدينة دير الزور، الذي فرضه "داعش" قبل ثلاث سنوات، واستعادتها، بما في ذلك مطارها، الأمر الذي وصفته وزارة الدفاع الروسية بالتقدم الذي "يتجاوز في أهميته وحجمه كل الانتصارات السابقة مدى السنوات الثلاث الأخيرة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم