إشكالية التّشبيه الذي استخدمه الحريري... "محاصرة" بين وصايتَين، والسؤال "هل يعود"؟

في الشكل، اشارة الحريري الى الشبه بين اجواء اغتيال والده والاجواء السائدة اليوم تستند، في رأي عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي، الى "معلومات استجدت الآن، ومفادها ان الرئيس الحريري كان معرّضا للاغتيال قبل بضعة ايام في بيروت". في الاساس، "هذه المرحلة تشبه كثيرا تلك المرحلة لجهة ان الاحتلال او الوصاية السورية استُبدلت بوصاية ايرانية من خلال حزب الله"، على قوله. وصاية ايرانية حاليا، و"هي نفسها ضمن المحور نفسه، بين ايران وسوريا وحزب الله".  في التوصيف، اشارة الحريري تلك "بليغة"، بتعبير الزغبي، "لكونها تحمل معنى ان المرحلة دقيقة، وربما تخللتها اغتيالات سياسية، لان هناك توازنا سياسيا بدأ منذ هذه اللحظة، بعدما انكسر هذا الميزان السياسي لمصلحة محور ايران-حزب الله-بشار الاسد". ما يقرأه في استقالة الحريري اليوم هو "اعادة الامور الى شيء من التوازن السياسي على الاقل، اذا لم يكن هناك امكان من توازن عسكري، بسبب طغيان حزب الله". في الاستنتاج، المرحلة الحالية "شديدة الشبه بمرحلة الرئيس رفيق الحريري، مع فارق اساسي هو ان لبنان مقبل على استعادة ذاته كدولة عربية سيدة حرة مستقلة، بعيدا من المحور الايراني". ويتدارك: "هناك مناخ اقليمي عربي ودولي يؤكد ان لبنان سيكون في مساره العربي الصحيح، ولا يمكن ان يكون ضمن محور غير عربي بقيادة ايران". عودة 17 عاما الى الوراء. كان الرئيس رفيق الحريري في اوج حضوره وعمله الحكومي. الصورة التي تبرز بقوة من تلك المرحلة هي...