الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قائد روحي مسيحي في الرياض: انفتاح وحوار بعيداً من السياسة

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
قائد روحي مسيحي في الرياض: انفتاح وحوار بعيداً من السياسة
قائد روحي مسيحي في الرياض: انفتاح وحوار بعيداً من السياسة
A+ A-

بدت لافتة دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لزيارة السعودية ولقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العھد الأمير محمد بن سلمان، وقد نقلھا إليه القائم بأعمال السفارة في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي أشار الى وعد بتلبيتها بعد اسبوعين او ثلاثة لارتباطه باجتماع في الفاتيكان الاسبوع المقبل. 

وتوصف زيارة الراعي المرتقبة للسعودية بـ"التاريخية" لأنھا الأولى لبطريرك ماروني للمملكة وتعكس مستوى الانفتاح الديني، أكثر مما تتصل بالتغيير الحاصل في السياسة السعودية حيال لبنان، لجھة اعتماد خيار المواجھة مع "حزب لله" وإقامة توازن لبناني مع إيران، والحاجة الى حشد القوى اللبنانية، ولا سيما المارونية.

ولا يمكن فصل الزيارة في أبعادھا ودلالاتھا عن التغيير السريع العملي والاستراتيجي الحاصل في السعودية، وعلى كل المستويات، فما كان محظورا وممنوعا من قبل، كأن ترى بطريرك الموارنة في الرياض، صار ممكناً وطبيعياً.

وفي هذا السياق، يركز مدير المكتب الاعلامي في بكركي المحامي وليد غياض في حديث الى "النهار" على تاريخية الزيارة "لأنها بدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وهي الاولى من نوعها للبطريرك باعتباره قائدا روحيا مسيحيا يمثل المسيحيين في الشرق"، مشيراً الى ان الزيارة تأتي "ضمن سياسة الانفتاح السعودية التي تلتقي مع سياسية البطريرك الراعي صاحب شعار الشركة والمحبة".

ويلفت غياض الى ان "الدعوة اتت بعد كلام البطريرك في الولايات المتحدة عن عدم الخلط بين الاسلام والارهاب"، مشدداً على ان الحوار "هو اللغة الافضل لكل الديانات، وان طرح البطريرك وحركته منسجمان مع كلام رئيس الجمهورية في الامم المتحدة الذي دعا فيه الى ان يكون لبنان واحة حوار بين الاديان".

ويؤكد ان "هذه الخطوة ستعيد الدور التاريخي للمسيحيين، ولطالما كان دور انفتاح وتقارب بين الطوائف، ونفي كل ما يشاع عن تباعد بين اللبنانيين وغياب الاتفاق والتوافق بينهم"، لافتاً ان "الحوار المسيحي-الاسلامي يعزز الحوار بين المذاهب داخل الطوائف نفسها".

ويشدد على ان "الزيارة لا تحمل أبعادا سياسية، بل ستركز على التفاعل والحوار، وستناقش التحديات الاقليمية والمعيشية التي تواجه اللبنانيين، وستكون الجسر او اللبنة الاساسية لاستعادة موقع لبنان كجسر حوار بين الحضارات والاديان".

 وعن امكان طرح البطريرك موضوع وجود كنائس في السعودية وممارسة المسيحيين شعائرهم الدينية بحرية ومن دون خوف"، يرى غياض أن هذه الامور تفصيلية، "فالزيارة ستكون خطوة أولى واساسية يتوقع أن تستكمل بخطوات تتلاقى مع الانفتاح السعودي، ويمكن بعدها طرح أمور كهذه في وقت لاحق".

من جهة أخرى، يوضح غياض ان البطريرك يلبي غالبية الدعوات التي توجه اليه ولا عائق يحول دون زيارة ايران او غيرها، اذا وجهت اليه دعوة بالمستوى نفسه، معتبراً ان اي زيارة ستحمل رسالة البطريركية "الجامعة" تجاه لبنان الواحد الموحّد بجناحيه المسيحي والمسلم ورسالته في العيش المشترك".

ويختم غياض مشدداً على أن هذه الزيارة خطوة اساسية ومهمة ومفصلية في العلاقات بين البطريركية المارونية في الشرق والمملكة العربية السعودية.

 الى ذلك ، لا بد من الاشارة الى زيارة يتيمة قام بها بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس الياس الرابع (معوض) للمملكة العربية السعودية، وكانت الزيارة الاولى في التاريخ يقوم بها بطريرك للجزيرة العربية عام 1975 لتهنئة الملك خالد وولي عهده الامير فهد.

وقد زار في اوقات متباعدة عدد من المطارنة المملكة، في إطار تقديم واجب التعازي والتهانئ، وكان آخرها للتعزية بالملك عبدالله بن عبد العزيز وتهنئة الملك سلمان، وذلك من ضمن وفد رسمي ضم رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة، الى سياسيين واعلاميين ورجال دين ورجال اعمال.

                [email protected]

twitter:@alexkhachacho



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم