لماذا لم يتفاعل أهل الضفة مع مصالحة غزة؟

القيادة الجديدة لحركة حماس ذهبت إلى القاهرة وهي متخذة لقرار استراتيجي بإنهاء الانقسام، وتسليم السلطة الفلسطينية كل ما هو فوق الأرض - الوزارات والمؤسسات الحكومية -، أما تحت الأرض - منصات الصواريخ، الأسلحة، الأنفاق، شبكة الاتصالات فيبقى بيد القسام. فيما السلطة الفلسطينية التي رفعت شعار"لا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة فلسطينية بدون غزة"، ترى في المصالحة، فرصة للعودة إلى غزة، وإعادة غزة إلى حظيرة الوطن. وهي - أي السلطة - التي واجهت دائما معضلة ترفعها في وجهها إسرائيل، أنها لا تمثل كل الفلسطينيين، وأن قطاع غزة خارج وصايتها السياسية والقانونية، وبالتالي هي لا تمتلك التفويض للتوصل إلى اتفاق سلام. أما الرئيس محمود عباس، فهو يشعر بأن شرعيته قد تآكلت بفعل الانقسام وتجميد الانتخابات الفلسطينية لعقد من الزمن.ويرى فيما تروج له إدارة الرئيس ترامب - صفقة القرن - فرصة ولو معقولة بتحقيق حل للقضية الفلسطينية، بعدما وصلت عملية السلام إلى حائط مسدود، وانزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين بشكل شبه كامل، وهو يجد في المصالحة فرصة لموطئ قدم له في غزة وتجديد الشرعيات.وفيما يتعلق بالدور المصري، فقد تحولت القاهرة من المراقب إلى الشريك الأساسي والضاغط على الطرفين - فتح وحماس -، وهي أقرب ما تكون إلى كاسحة ألغام لإزالة الألغام والمطبات التي تعترض طريق المصالحة والتي يكفي كل ملف منها...