الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

السلسلة الشرقية: الاهالي يتسلمون ارزاقهم... والجيش يستكمل نزع الالغام والانتشار

المصدر: "النهار"
بعلبك – وسام اسماعيل
السلسلة الشرقية: الاهالي يتسلمون ارزاقهم... والجيش يستكمل نزع الالغام والانتشار
السلسلة الشرقية: الاهالي يتسلمون ارزاقهم... والجيش يستكمل نزع الالغام والانتشار
A+ A-

يواصل فوج الحدود البرية تثبيت وجوده وتعزيز مراكزه من جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان بدءاً من بلدة القاع شمال شرقي بعلبك مروراً براس بعلبك وعرسال ونحلة بعلبك بريتال وصولاً إلى بلدة طفيل غرب شرق بعلبك حيث بات بإمكاننا القول إن الفوج أنجز ما يقارب 80 في المئة من اشغاله اللوجستية وفرض سيطرته بعد اكثر من شهرين من انتهاء معركة " فجر الجرود" على الهضاب والأودية التي تفصل بين الأراضي اللبنانية والسورية على طول تلك الحدود باستثناء بعد الممرات نظراً لاتساع الرقعة الجغرافية الجردية.


في الوقت عينه لا تزال وحدات فوج الهندسة في الجيش اللبناني تعمل على مسح الأراضي من الألغام والتشريكات التي خلفها الغرهابيون وراءهم بعد اندحارهم من الجرود مع وضع اشارت مرورية إرشادية للآليات العسكرية وأصحاب الاراضي في تلك الطرقات المسموح المرور منها حفاظاً على سلامتهم بحيث يقدر وجود ما يزيد على ألفي عبوة مزروعة عشوائياً بحسب مصدر أمني. وكان الجيش أزال العبوات التي كان وضعها على اطراف مراكزه العسكرية التي كانت على تماس مع المسلحين منعاً لاقترابهم من الاماكن السكنية او من مراكزه في مراحل سابقة، وبدأ الاهالي يعودون ويتفقدون اراضيهم واملاكهم في الجرود وذلك في الاراضي التي لحقها المسح فقط.


الجرود التي يصل ارتفاعها نحو 2600 متر عن سطح البحر أجبرت فوج الحدود البري (مع بدء فصل الشتاء وانهيار الامطار الغزيرة وتراكم طبقات الثلوج) استقدام آليات مجهزة للتنقل في تلك الظروف كالزاحفات، إضافة الى تأمين كل التجهيزات اللازمة في تلك الجرود القاسية شتاءً وهو التحدي الاكبر للفوج الذي اثبت قدرته على تحمل تلك الظروف وعمل على تجهيز عدد من المهابط للمروحيات العسكرية.

أهالي بلدة عرسال استبشروا خيراً باستلام أراضيهم في خراجها وجرودها خصوصاً مع فصل الخريف فصل تقليم الاشجار كحال ابن البلدة المزارع محمد غدادة الذي فرح بالأمر ولم يتوانَ بالذهاب الى مصدر رزقه الوحيد "بستانه" الذي كان محتلاً من المسلحين ويعمل على إصلاح ما أمكن من أشجار الكرز والمشمش وانقطاعه عن أرضه وعدم اهتمامه بأشجاره جعلها في حال يرثى لها.

واليوم يعمد على حرث الارض والتحضير لإعادة غرس الاشجار بديلاً من تلك التي قطعتها أيادي المسلحين والظروف وتقليم بعضها الآخر.

بالرغم من حالة بستانه والاشجار التي تعب عليها سنيناً، لم يخفِ غدادة لـ "النهار" فرحه بعودته لأرضه وبانتشار الجيش في الجرود مما يمنح الطمأنينة للاهالي واصحاب الارزاق في الجرود، مؤكداً أن كافة أصحاب المصالح والمقالع المنتشرة في جرود البلدة عادت إلى عملها ولو بوتيرة خفيفة باستثناء القليل منها حيث اتخذ الجيش منها مراكز له.


ليس بعيداً من بلدة عرسال، أكد مختار جارتها رأس بعلبك كرم الدريبي أن أهالي البلدة لا يزالون حتى يومنا هذا يحتفلون بالنصر الكبير الذي حققه الجيش من تحرير أراضي القرى الحدودية من جهة السلسلة الشرقية التي أثبتت خلال السنوات الاخيرة انها قرى تتميز بمحبة أهلها بعضهم لبعض وتماسكهم معاً بكافة الظروف.


وأكد أن جميع الأهالي الذين يملكون أراضي في الجرود تم استلامها من الجيش اللبناني وتم تفقدها باستثناء الاراضي التي لم تشملها حتى الآن عمليات المسح من وحدات الهندسة في الجيش حفاظاً على سلامتهم حيث إن المسلحين زرعوا الآلاف من تلك الألغام عشوائياً .


اليوم جزء من هذه الحدود ممسوك والتصدي لأي قوة تحاول اختراق الحدود وإقامة مشاريعها الخاصة، وليس هناك من وجود لعناصر" حزب الله" الذين خرجوا من كافة الجرود اللبنانية مع وجود عدد منهم من الجهة السورية ضمن أراضي فليطا السورية. غير ان الاهم، ووفق مصدر متابع، برز في الآونة الأخيرة عامل جديد في الجرود وهي عمليات التهريب عوداً على بدء مع المهربين الذين باتوا عازمين على العودة الى ما قبل السنوات الخمس الاخيرة والاستفادة من بعض الثُغر الجغرافية في تلك الجرود الواسعة كجرود بلدة نحلة لتفعيل نشاطهم وتهريب البضائع وغيرها من والى الاراضي السورية ضمن عمليات محدودة تحصل بين الحين والآخر مع عزمهم على توسيعها في المرحلة الماضية لما لها من مردود مادي عليهم في ظل الضيقة الاقتصادية التي يعيشها البقاع الشمالي.


حالياً يحاول المهربون استخدام طرقات بعيدة من مراكز الجيش، ومن ابرز ما يتم تهريبه حتى الآن هي مواد نحاسية وخردوات من الاراضي السورية الى لبنان، وتهريب المازوت من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية. وهنا يؤكد المصدر أهمية افتتاح معبر جوسيه الشرعي والتشدد على الحدود، كما اتّفق أخيراً خلال اجتماع جمع الطرفين المعنيين من الجانبين السوري واللبناني حيث من المقدر أن تكون الأسابيع القليلة القادمة موعد افتتاحه.





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم