الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

السعودية أبدت استعدادها لدفع 1.1 مليار دولار شهريا

المصدر: "النهار"
Bookmark
السعودية أبدت استعدادها لدفع 1.1 مليار دولار شهريا
السعودية أبدت استعدادها لدفع 1.1 مليار دولار شهريا
A+ A-
في الجزء الاول من الفصل العشرين من مذكرات وزير الخارجية الاميركي جيمس بايكر التي تنشرها "النهار"، يتحدث بايكر عن الايام الاخيرة السابقة لتنفيذ الانذار الدولي لصدام حسين. ولعل ابرز ما فيها قبول فرنسا ان تكون قواتها في قيادة اميركية بعد تحييد سلاحها الجوي. كذلك ابداء الملك فهد بن عبد العزيز استعداد المملكة لتأمين المال اللازم لقوات التحالف. وهذه هي الحلقة السابعة عشرة من المذكرات. "علينا جميعا ان نبتهل الى الله ان يساعد شعبه. ان صدام حسين مستعد للتضحية بالملايين من الشباب والكهول من اجل اطماعه وحدها". الشيخ زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. ابوظي 10 كانون الثاني 1991. "انه رجل لا يهمه الا نفسه. لا شيء آخر يهمه حتى تدمير بلاده" ولي العهد الكويتي. الطائف 11 كانون الثاني 1991 "لا استطيع ان اتنبأ ما اذا كان صدام سيغير رأيه في اللحظة الاخيرة وينسحب من الكويت. ولكنني اخشى الاحتمال الاسوأ". الرئيس حسني مبارك القاهرة 12 كانون الثاني 1991 بعد مرور يومين على الجلسة السيئة الطالع مع طارق عزيز في جنيف، وصلت الى الطائف للاجتماع مجددا بامير الكويت المنفي. ثم قمت بزيارة طياري وطواقم الجناح التكتيكي المقاتل الثامن والاربعين في سلاح الجو الاميركي الذي نشرت طائراته طراز F111 القاذفة والمقاتلة وطائراتEF- 111 رافن الالكترونية المعطلة للاتصالات من قواعدها في انكلترا في مطار عسكري سعودي يقع في الصحراء خارج الطائف.لقد كان هؤلاء الشبان من الرجال والنساء على وشك ان يصبحوا ستارة المسرح الخلفية لما كنت ادرك انه محاولتنا الاخيرة لاقناع الزعامة العراقية بأن موعد 15 كانون الثاني كان انذارا حقيقيا. وكانت هذه زيارتي الثانية. وعندما كنت هناك خلال رحلتي التي قمت بها في ايلول حاملا "الكوب المعدني" لجمع اموال المساهمات المالية، لم يكن قد وصل الى المطار بعد سوى بضع مئات من الطيارين وطواقمهم. وقد لاحظت انهم كانوا يشعرون بالسأم وعدم الاستقرار. بل ان لهجة الاسئلة التي طرحوها كانت توحي بأنهم احسوا انهم اكثر من مجرد وجود تجميلي يكتفي باستعراض الاعلام والرايات. وقد كان الجناح الثامن والاربعون متمرسا بالمعارك، قادت طائراته الهجمات الاميركية على ليبيا في عام 1986. كانوا يريدون القيام بعمل لا البقاء دون حركة. ولم تنفع كلماتي التي عبرت عن الامتنان لما قاموا به من خدمة لبلادهم، في تحريك معنوياتهم. وشكا احد الطيارين: "دعونا نفعل شيئا". ومع اقتراب موعد 15 كانون الثاني زاد عددهم الى ثلاثة الاف طيار تقريبا. كما ان طائراتهم كانت مليئة بالذخائر. وقد شحذت اربعة اشهر من التمارين في الصحراء من درجة استعدادهم، ورفع فشل لقاء جنيف معنوياتهم. وعندما تحدثت اليهم في احد المخابىء لم يكن مرحهم معديا فحسب بل كان ملهما. ولعل جورج مارشال هو الذي وصف مجندي اميركا افضل وصف: "اين نجد مثل هؤلاء الرجال؟". لقد كانوا بلا جدل افضل ما تعطيه اميركا. ولكني لم اكن في تلك المناسبة الكئيبة اتحدث اليهم بل الى جمهور بغداد. وبعد لقائي عزيز وما اعقبه. ادركت ان احتمال تجنب الحرب ربما كان معدوما. فقد بدا صدام مصمما على ان يرتكب سوء تقدير تراجيديا آخر حول عزم اميركا وتصميمها. ولاننا كنا نعرف ان صدام يشاهد محطة تلفزيون CNN فقد كانت هناك فرصة اخيرة للاحتكام الى العقل، لا يمكن ان يتجاهلها صدام بالسهولة نفسها التي تجاهل بها رسالة الرئيس في جنيف. وفي طريق العودة من الرياض الى ابوظبي في ذلك الصباح، اعدت صوغ ملاحظاتي التي سألقيها امام الجناح الثامن والاربعين، بحيث اصبحت تعليقاتي مكتوبة بلغة قوية صارمة وذات معان شديدة الوضوح. قلت للقوات: "الوقت ينفد بسرعة ولكن الدرب نحو السلام يظل مفتوحا. ما زال هناك وقت امام العراق حتى يطرق ذلك الدرب. ما زال في وسعهم ان يختاروا السلام ويتجنبوا الكارثة، ولكن الخيار خيارهم وحدهم. وبينما نحن نأمل ونصلي ونعمل من اجل السلام، يجب ان تكون اميركا وجميع دول التحالف الدولي مستعدة لخوض قتال لا نبتغيه عن عمد، ولكننا لا نحجم عن خوضه. عندما خاطبتكم قبل اربعة اشهر ابلغني معظمكم انكم مستعدون، غير انكم تساءلتم آنذاك عن الوقت الذي سيكون عليكم انتظاره قبل ان تعلموا ما اذا كنتم ستكلفون القتال لدحر هذا العدوان الفظيع. والآن عندما تدق الساعة مقتربة من منتصف ليل الخامس عشر من كانون الثاني لا استطيع ان اعطيكم جوابا مطلقا ومحددا، ولكنني استطيع ان اخبركم بما يلي: لن تضطروا الى الانتظار وقتا اطول بكثير من اجل الحصول على جواب عن ذلك السؤال". انفجر الحاضرون في عاصفة من الهتاف والصفير والتوتر. لقد كانت تلك القوات على استعداد. واضفت: "كما قلت في جنيف، فقد كانت هناك عمليات سوء تقدير عدة ارتكبها العراقيون، واننا لنخشى سوء تقدير آخر، سوء تقدير مأسوي فعلا. نعتقد انه اذا ما كان العراق يعتزم الانسحاب من الكويت. فان صدام حسين ربما انتظر حتى يصل الى شفير الهاوية قبل ان يتحرك. وقلقنا يكمن في انه، بطريقته المعهودة، سيسيء التقدير بالنسبة الى تحديد مكان شفير الهاوية على وجه التحديد. ومنعا لحدوث سوء تفاهم، دعوني اوضح على نحو لا لبس فيه، اننا نعتبر شفير الهاوية. في منتصف ليلة 15 كانون الثاني. كان ذلك اقرب مؤشر يمكنني الاقرار به علنا، كموعد لبدء نشوب الحرب. وقد حفزني اللقاء بالطيارين الى التفكير في تجربتي العسكرية المتواضعة، ففي عام 1952، وكنت آنذاك في الثانية والعشرين من العمر، تخرجت في برنستون وبدأت فورا التدرب كضابط في وحدة مشاة البحرية، مدركا كل الادراك عدد الذين كانوا يلاقون حتفهم في كوريا من حملة رتبة ملازم ثان. كنت آنذاك مندفعا. اذ لم يكن المرء في تلك الايام لينضم الى مشاة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم