الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مدمنو بائعات الهوى في لبنان... أسعار متفاوتة والخدمة حسب الطلب

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مدمنو بائعات الهوى في لبنان... أسعار متفاوتة والخدمة حسب الطلب
مدمنو بائعات الهوى في لبنان... أسعار متفاوتة والخدمة حسب الطلب
A+ A-

"دخلتُ عالم بائعات الهوى في سن السادسة عشرة، كنت حينذاك في صف الأول ثانوي، شاب خجول قادم من الضيعة، أول محطة لي في هذا العالم كان في "البار" من خلال صديق اصطحبني معه الى هذا المكان الممتلئ بنساء لمختلف الاذواق والاهواء، يومها شعرت بسعادة عارمة بعد اتمام عملية جنسية لم تتعدَ مدتها العشر دقائق، على اعتبار أنني أضحيت رجلاً، لم يكن المبلغ الذي دفعته والذي يعتبر مرتفعاً ذا اهمية، فالفعل كان أهم بكثير من المال. تكرر هذا الأمر وأصبح دورياً، والتزمت بنفس فتاة الهوى التي استغلت سذاجتي وجعلتني أتعلق بها من دون أن أشعر، وأضحيت ادخّر مصروفي كله اسبوعياً لأقدمه لها مقابل هذه اللذة المصطنعة، وأكملت رحلتي في هذا العالم من دون صديقي ليصبح المبلغ الذي أدفعه لها وحدها بعد أن كان يستمتع على حسابي" بحسب ما روى فادي. 

الرحلة مستمرة

رحلة فادي في هذا العالم لم تنتهِ حتى الساعة، فقد بلغ من العمر الـ38 من دون ان يدخل في علاقة جدية او يطمح الى الزواج، حيث شرح "اكتفائي بالمصاحبة وببائعات الهوى ابعد هذه الفكرة من رأسي، حيث اعتبر ان الزواج مؤسسة فاشلة تنتهي إما بالدخول في الروتين اليومي أو بكم هائل من الكذب والخداع بين الطرفين، ويختلف هذا الأمر مع الاصدقاء حيث الوضع الاقتصادي الصعب وعدم الاتفاق مع الزوجة أو عدم الانسجام يحتم الخيانة واللجوء الى بائعات اللذة ، فيكون ذلك من باب التغيير وحب التجربة وتلبية الرغبات التي لا يمكن للزوجة تلبيتها".

مجالات عدة للتعرف

أول علاقة عاطفية طبيعية لفادي كانت في السنة الجامعية الثانية "تعرفت إلى فتاة اعتقدت أني احببتها توقفت عندها عن طلب بائعات الهوى لفترة، لاعود بعدها وامارس الجنس معهن بين الحين والاخر". لا يسعى فادي، كما قال، الى "الارتماء بأحضان بائعة هوى الا عندما تنتهي العلاقة مع الحبيبة المفترضة، ولا يخلو الأمر من بعض الخيانات القليلة أثناء العلاقة من باب التغيير"، لافتاً "عادة ما يكون هناك فترة من الوقت الضائع بين انتهاء علاقة وبداية علاقة جديدة تملأ الحاجات الجنسية من خلال هؤلاء البائعات، اللواتي يستدل عليهن إما من خلال المصادفة أو من طريق صديق لديه رقم هاتف إحداهن، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت كثيراً الوصول الى العاملات في هذا المجال".

تفاوت في الاسعار

" خارج اطار شبكات الدعارة، يكون الاتصال مباشرة مع الفتيات، والاسعار تتفاوت: الـ Vip يراوح المبلغ التي تتقاضاه بين 600 دولار الى الف دولار، هؤلاء يعرفن بفتيات الفنادق الفخمة والحفلات الخاصة، اما "الباب أول رفع" أو الملقبات بـ (فرس) وهن الفتيات اللواتي يتمتعن بجمال جذاب وتراوح اسعار خدماتهن بين 100 و200 دولار، اما "باب اول عادي" وهن الفتيات الجميلات اللواتي تقدمن الى حد ما بالعمر فالسعر 100 دولار، والفتاة العادية يراوح سعر خدماتها بين 50 دولاراً و70 دولاراً لقبها مزّة، في المرتبة الاخيرة تتقاضى فتاة الهوى بين 30 و50 دولاراً، وفيما يتداول عن ان البعض يوافقن على مبلغ 20 الف ليرة فالامر يتعلق بفشة خلق اكثر من كونه علاقة جنسية"، وفق تعبير فادي.

"هناك نوع آخر من مقدمات اللذة، هن اللواتي ينتشرن على الطرق في اوقات واماكن محددة، يقدمن خدمات مختلفة للزبائن بحسب الطلب ويراوح السعر بين 20 الف ليرة و75 الف ليرة" بحسب فادي، شارحاً "عند طلب الفتاة لاكثر من مرة تنشأ علاقة صداقة مخفية، ويمكن حينها مساومتها على السعر، لا بل عندما تكون هي بحاجة الى المال تتصل وتعرض خدماتها".

آلة لإشباع الرغبات

"لا لذة في اقامة علاقة مع بائعة هوى، اعتبرها مجرد آلة لاشباع رغباتي"، وعما ان كان وقع في حب احداهن يوماً، اجاب "قد تتحوّل علاقة كهذه الى حب عندما يكون الزبون "أحمق"، لكون الامر نفسيًا وعقلياً غير سليم". ويشدد فادي على "أهمية استعمال الواقي الذكري، لأن لا أمان في هذا المجال، وكذلك تجنباً للأمراض الجنسية المحتملة في مثل هذه العلاقات".

سهام... بائعة الهوى

تعرف فادي قبل فترة إلى بائعة هوى تدعى سهام عبر صديق، وقال: "بعد عدة عمليات جنسية وعلاقة استمرت على مدى أشهر عدة، فتحت لي قلبها، وحدثتني عن الاسباب التي دفعتها الى اختيار هذه الطريق، فقد ولدت في عائلة مؤلفة من فتاتين وشابين، والدها متوفٍ ووالدتها مريضة، تركت المدرسة باكرا، عملت في محل لبيع الالبسة، تعرفت إلى لاعب كرة قدم في فريق المنطقة، تزوجته، وعندما اشتهر طلقها، وجدت نفسها أصبحت المعيلة الوحيدة لأمها المريضة وشقيقها الذي يتعاطى المخدرات وأختها المصابة بالسكري، اما شقيقها الثاني فكان هدفه الابتعاد عن تحمل اية مسؤولية، بدأت أولى الخطوات في الدعارة من طريق المصاحبة والخروج لقاء المال، لتمتهنها في ما بعد بسعر يتراوح بين 100 دولار و60 دولاراً في الساعة، وعندما كبرت قليلا في العمر اصبحت تشغّل طالبات ممن يرغبن في تحسين دخلهن، حيث تتعرف إليهن في البيئة التي تعيش فيها، فتعرضهن على زبائنها وتوسع مروحة الإختيار عندهم وتكسب زبائن جدداً، اما الغريب في الموضوع عدم ندمها المطلق عن عملها لكونه يؤمن قوتها وقوت عائلتها مع أنها تسعى الى حفظ السرية على إعتبار أن هذا المجتمع لا يرحم وهو قاس جدا".

بين الفنادق والمنازل

وعن أماكن لقاء فادي مع هذه النساء، اجاب "المكان الأمثل هو الفنادق التي تسمح باستقبال الزبائن لساعات، وهي منتشرة في مناطق المعاملتين، سن الفيل، الرميلة، طبرجا وعين المريسة وغيرها، يراوح المبلغ المدفوع للفندق بين الخمسين والسبعين دولاراً، أو في بعض الأحيان في المنزل وذلك عند الضرورة".

لا يعتبر فادي أن وضعه طبيعي وصحي، ولا يدافع عن صوابية ما يقوم به، لكنه يعتبر ذلك "أفضل الممكن للعيش في هذا البلد، ففي وطن ليس فيه أمان، لا مكان للاستقرار العائلي أو لبناء اسرة، لذلك سابقى اعيش كالقطط اركن كل فترة في مكان".

مرض نفسي بحاجة إلى علاج

"الاشخاص الذين يدمنون بائعات الهوى هم ذو شخصية مضطربة نفسيا"، بحسب ما قالته اختصاصية علم النفس هيفاء السيد لـ "النهار"، مضيفةً "فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحول دون تمكن العديد من الشبان من الزواج، والنظرة الذكورية الدونية للمرأة، حيث يحاول البعض منهم اثبات رجولته بهذه الطريقة، ودور العلاقة الأسرية في حال غياب الروابط العاطفية فيها منذ الصغر بدفع البعض الى البحث عن علاقة عاطفية خارج اطار المحيط، فان اختيار طريق بائعات الهوى يعود الى مرض الوسواس القهري، والى اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب عدا عن الضغوط النفسية، او قد يعود الى شخصية نرجسية، أو لتعرض المدمن في طفولته الى اعتداء جنسي واغتصاب، فيعتاد ذلك وينغمس في النشاط الجنسي مع عدم قدرته على التحكم باندفاعات سلوكه، معتقداً ان الشعور بالسعادة واللذة هو عند قيامه بالعملية الجنسية وامكان تعرضه لاضطرابات نفسية في حال توقف، وكأن ذلك يفسر بان الرجل مسيّر من خلال غرائزه من دون الاخذ بالاعتبار ارادته".

من المهم كما قالت السيد "تحفيز النفس باستمرار بأنه يمكن اصلاح ما تلف بادراك الافكار اللاواعية واعتراف الشخص بالمشكلة سعياً للعلاج من خلال استخدام الادوية المناسبة تحت اشراف الطبيب المختص".

إدمان الشباب على بائعات الهوى مرض فتاك متخفٍ خلف الجدران، قادر على تدمير ليس فقط مستقبل اجيال بل مجتمعات!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم