الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العبادي لتيلرسون: الحشد أمل العراق والمنطقة

العبادي لتيلرسون: الحشد أمل العراق والمنطقة
العبادي لتيلرسون: الحشد أمل العراق والمنطقة
A+ A-

كثف المسؤولون العراقيون اتصالاتهم وزياراتهم الديبلوماسية لاحتواء الاستفتاء على استقلال كردستان ومرحلة ما بعد هزيمة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عسكرياً في العراق. ومع مناخات التوتر السائدة، وصل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى بغداد للقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي والرئيس فؤاد معصوم، غداة حضور الوزير الاميركي اجتماع مجلس التنسيق العراقي - السعودي في الرياض ودعوته الى خروج الميليشيات الموالية لايران من العراق، وقت تسعى واشنطن الى تحجيم النفوذ الايراني في المنطقة ضمن الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها الاسبوع الماضي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في شأن ايران واستهلها بعدم مصادقته على التزام طهران الاتفاق النووي وتلويحه بادراج الحرس الثوري الايراني على لائحة التنظيمات الارهابية.        

ووصل تيلرسون الى بغداد في زيارة لم يعلن عنها سابقاً، والتقى العبادي بعد ساعات من اتهام مكتبه الوزير الأميركي بالتدخل في الشؤون العراقية.

وهذا ثاني اجتماع لتيلرسون مع العبادي خلال يومين. وبعد اجتماعهما الأحد في حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، صرح تيلرسون بأن الوقت قد حان لعودة الميليشيات، التي تدعمها إيران والتي ساعدت حكومة العراق في هزيمة "داعش"، إلى بلادها.

لكن العبادي لم يتفق مع تيلرسون على هذا الرأي كما يبدو. وجاء في بيان صدر عن مكتب العبادي :"لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي". ولم ينقل البيان قول رئيس الوزراء نفسه وإنما قول "مصدر" مقرب منه.

وأمس، شدد العبادي لدى لقائه تيلرسون على أن أفراد الحشد الشعبي مقاتلون عراقيون وليسوا "ميليشيات إيرانية" كما وصفهم الوزير الاميركي الأحد.

وجاء في بيان صادر عن رئاسة الوزراء، بان العبادي قال لتيلرسون إن "مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت في تحقيق النصر على داعش". وأوضح أن "الحشد مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة والدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة. إن مقاتلي الحشد علينا تشجيعهم لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة".

 والتقى تيلرسون أيضاً الرئيس فؤاد معصوم في تأكيد جديد على ما يبدو للدعم الأميركي لوحدة العراق بعدما نظم الأكراد استفتاء على الاستقلال في شمال البلاد الشهر الماضي.

وحض تيلرسون الحكومة العراقية وكردستان على تسوية الخلافات من طريق الحوار.

وينتشر في العراق ما يزيد على خمسة آلاف جندي أميركي يوفرون دعماً جوياً وبرياً للحملة على "داعش".


إيران ترفض تصريحات تيلرسون

ورفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات تيلرسون. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "ارنا" عنه أن الفصائل التي تدعمها طهران لا يمكن أن تعود إلى بلادها لأنها فعلاً "في بلادها".


حشد قرب انبوب نفط

وكشفت مصادر أمنية أن القوات العراقية تنشر دبابات ومدفعية جنوب منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق ويقع فيها قطاع من خط أنابيب كردي لتصدير النفط.

وقال مسؤول في المجلس الأمني لحكومة كردستان في اتصال هاتفي من أربيل عاصمة الإقليم إن القوات تحشد شمال غرب الموصل.

وقال مستشار أمني في حكومة العراق إن منطقة فيش خابور الواقعة شمال غرب الموصل تضم معابر إلى تركيا وسوريا تريد بغداد السيطرة عليها. لكنه لم يوضح ما إذا كان يجري التحضير لعملية عسكرية.

ويصل خط أنابيب يمر عبر الإقليم الكردي إلى محطة قياس في فيش خابور ثم يصب في خط أنابيب آخر ينقل النفط إلى الساحل التركي على البحر المتوسط لتصديره.


كردستان أصدرت مذكرة توقيف

وفي خطوة تصعيدية، أصدرت حكومة إقليم كردستان العراق مذكرة توقيف في حق 11 مسؤولاً عراقيا بينهم برلمانيون وقادة في فصائل الحشد الشعبي، رداً على مذكرات مماثلة من جهات قضائية في بغداد في حق مسؤولين أكراد.

وأعلن مكتب المدعي العام في إقليم كردستان تسجيل دعوى قضائية على 11 شخصاً بينهم قياديون في الحشد الشعبي وأعضاء في مجلس النواب العراقي.

ومن هؤلاء قيس الخزعلي مؤسس وقائد "عصائب أهل الحق"، أحد أبرز الفصائل الشيعية في قوات الحشد الشعبي، والنائبة حنان الفتلاوي عضو مجلس النواب عن كتلة دولة القانون.

 ومن الذين صدرت في حقهم مذكرات توقيف أيضا، ريان الكلداني قائد قوات "بابليون" التي تضم مقاتلين مسيحيين وتنتشر في محافظة نينوى في شمال العراق.


العاهل الاردني

وفي عمان، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني العراقيين الى "تغليب لغة الحوار"، مشيراً الى ان "المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد".

وجاء في بيان اصدره الديوان الملكي، أن الملك أكد لدى استقباله الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر في قصر الحسينية في عمان "أهمية تغليب لغة الحوار للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، وبما ينسجم مع الدستور". وشدد على أن "المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية".


موسكو

وفي موسكو، حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات أجراها مع نظيره العراقي ابرهيم الجعفري، كردستان العراق وبغداد على الحوار، داعيا إلى عدم تحويل التوترات التي أعقبت الاستفتاء إلى "مصدر آخر لعدم الاستقرار".

وقال: "نتفهم تطلعات الأكراد في سعيهم إلى تعزيز هويتهم ... ولكن سيكون من الأصح تحقيق هذه الآمال من طريق الحوار مع الحكومة العراقية". وأضاف أنه يجب التعامل مع المسألة "مع أخذ الحاجة إلى تجنب ايجاد مصدر آخر لعدم الاستقرار في المنطقة في عين الاعتبار".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم