جورج عدوان والخطأ الكبير

تربطني بجورج عدوان صداقة تعزّزت بتعاوننا لمواجهة قضية قانونية بعيدة الأهمية، خلال فترة التعاون أدركت بعمق الرجل في القضايا القانونية ومقاربته القضايا الكبرى بتروّي وصدق، وجميع هذه المزايا دفعتني الى استغراب مداعاته مساءلة حاكم مصرف لبنان لأنه وفريقه، بحسب ادعاء جورج عدوان في المجلس النيابي وخلال مناقشة بنود الميزانية وهذا أمر لم نشهده منذ 12 سنة، أن مصرف لبنان لا يوفّر ميزانيات مدققة وأن مساهمته في تأمين موارد لوزارة المالية كانت شبه معدومة منذ عشرين عاماً، ويجب تأليف لجنة برلمانية لمراجعة حسابات وممارسات حاكم مصرف لبنان. الأمر الغريب أن جورج عدوان لم يقرأ توضيحات مصرف لبنان ردّاً على محاضرة في بيت المستقبل للدكتور توفيق كسبار ادّعى فيها أن مصرف لبنان لا ينجز ولا يوفر ميزانيات مدققة منذ عشرين عاماً وأن موجوداته الصافية سلبية.لقد بيّن ردّ مصرف لبنان أن ميزانياته السنوية تنجز من قبل شركتين دوليتين للمحاسبة، وأنها تقدم سنوياً لوزارة المال وتنشر في الجريدة الرسمية وأن الأرباح التي تحوّلت لوزارة المال نتيجة نشاط مصرف لبنان على مدى 20 سنة بلغت 5,4 مليار دولار وأن رأس مال المصرف ارتفع من 60 مليون دولار الى 3 مليارات دولار من تحويلات الأرباح بحسب القانون ووزارة المال أكّدت هذه الأرقام.الأمر المثير للعجب في تصرّف جورج عدوان هو أنه يعلم تماماً أن القضايا الأساسية في مجال السياسة النقدية وممارسة مصرف لبنان تقرر في المجلس المركزي وأحد أعضاء المجلس المركزي مدير عام وزارة...