الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أضخم منظّمة سياسيّة في العالم... الحزب الشيوعيّ الصينيّ لا يزال جذّاباً

المصدر: أ ف ب
أضخم منظّمة سياسيّة في العالم... الحزب الشيوعيّ الصينيّ لا يزال جذّاباً
أضخم منظّمة سياسيّة في العالم... الحزب الشيوعيّ الصينيّ لا يزال جذّاباً
A+ A-

بين أثرياء البورصة والقادة الفاسدين وسط ناطحات السحب في بكين وشنغهاي، قد يصعب على ماركس التعرف إلى ورثته. لكن #الحزب_الشيوعي_الصيني ما زال يجذب أعضاء مدفوعين بالعقيدة او المصلحة.

وقال ليو شيمين (53 عاما)، العامل السابق في شركة تابعة للدولة والعضو في الحزب الشيوعي منذ 25 عاما: "عندما كنت يافعا في الستينات والسبعينات، كانوا يقولون لنا في المدرسة ان الانضمام الى الحزب يعكس انك انسان جيد. في تلك الفترة، كان المرء ينضم للدفاع عن الاشتراكية".

واضاف: "لكنني اليوم تجاوزت الناحية الايديولوجية بعض الشيء. فتعريف الشيوعية واسع، الى درجة يتعذر على أي كان تقدير احتمالات تحققها. لكنني أشعر في جميع الاحوال بانني ما زلت في خدمة المجتمع".


العام 1921، أسس نحو 10 ثوريين الحزب الشيوعي الصيني سرا في شنغهاي، ليصبح اليوم أضخم منظمة سياسية في العالم تعد 89,4 مليون عضو، مما يوازي 6,5% من السكان.  


ويعقد الحزب، منذ الاربعاء، مؤتمره الخمسي الذي يتوقع في ختامه منح الرئيس الصيني شي جينبينغ ولاية رئاسية خمسية ثانية. وصل الحزب إلى السلطة العام 1949، ونجا من تدمير محدق اثناء العقد الكارثي للثورة الثقافية (1966-1976) التي أطلقها مؤسس النظام ماو تسي تونغ، مستهدفا قيادييه.  


ورغم ذلك، ما زال يتمتع بميزة هائل، وفقا لسيما نان، المثقف والاعلامي البالغ 61 عاما، هي قدرته على التلاحم. وقال: "الصينيون 1,4 مليار، وهذا كثير. لكن ميزة الحزب تكمن تماما في قدرته على ضم قوى جميع هؤلاء، وتعبئتهم وتطوير البلاد والحفاظ على النظام. كل هذا صعب جدا بلا الحزب الشيوعي الصيني".  


روى سيما انضم إلى الحزب بدافع ايديولوجي العام 1980. واعتبر آنذاك أولى الاصلاحات الاقتصادية وانفتاح البلد "وسيلة أسرع لبلوغ الشيوعية، التي بات يراها "بعيدة جدا". واضاف خلال لقاء معه في شقته الواسعة في بكين، امام صورة لماو تسي تونغ: "انا من عائلة فقيرة جدا. لو لم يكن الحزب الشيوعي حاكما لما حصلت على منحة للدراسة في الجامعة في شبابي. أنا مدين له إلى الابد".  


منذ الانفتاح الاقتصادي الذي بدأ في اواخر السبعينات، انضم الصينيون بأعداد كبرى إلى الحزب. لكن العضوية ليست مفتوحة لكل من شاء، وتتطلب تقديم طلب او الحصول على توصية غالبا من خلال خلية الحزب في مكان العمل او استاذ في الجامعة.  

عندئذ تنطلق عملية طويلة تشمل دروسا واطروحات وامتحانات ومقابلات وفترات اختبار... في النهاية يختار الحزب المرشحين الأكثر علما، والذين يعتبرهم جديرين بالثقة سياسيا، وقادرين على إضافة عنصر ما إلى رصيده.


وقالت شياو واي (30 عاما) المتحدرة من بكين، والعضو في الحزب الذي يعد 26% من النساء: "في البدء، لم أكن اتصور انني قد أنضم الى الحزب. لم افكر في الموضوع الا بعد الجامعة، عندما كان علي البحث عن عمل". واشارت الى ان "العثور على وظيفة رسمية، او العمل في مؤسسة تابعة للدولة يتطلب في شكل شبه الزامي العضوية في الحزب. انها بمثابة شهادة تفتح أبوابا كثيرة".  


يوظف الحزب شياو واي في حي سكني، حيث تتولى نقل الارشادات، وتنظيم حملات التوعية على قواعد تجنب الحرائق والبيئة والصحة، وكذلك تعليق شعارات سياسية. ولا يخفي الأعضاء الشباب دوافع انضمامهم التي تراوح بين سعيهم الى المشاركة في التنمية الوطنية وتحقيق مصلحتهم، أو حتى لشعورهم بالاطراء لتلقي دعوة الى العضوية، في مؤشر الى انتمائهم الى "النخبة". وقال سيما نان: "اليوم ينضم البعض الى الحزب لدخول الوظيفة العامة، او الحصول على عمل أفضل، او كسب مقام اجتماعي. لا شك في الأمر".  



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم