الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما بعد الرقة وكركوك: الانتصار في المعارك لا يعني الانتصار في الحرب

المصدر: واشنطن- "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
ما بعد الرقة وكركوك: الانتصار في المعارك لا يعني الانتصار في الحرب
ما بعد الرقة وكركوك: الانتصار في المعارك لا يعني الانتصار في الحرب
A+ A-
ردود الفعل الاولية الاميركية، وتلك الصادرة عن حلفائها على الارض والمنضمة تحت لواء قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل "قوات الحماية الشعبية" الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (المصنف من تركيا واميركا كتنظيم ارهابي) القوة الصاربة فيها التي حررت الرقة، تعتبر نفسها منتصرة في معركة مضنية وطويلة. وهذا صحيح بالمعنى الضيق. ولكن الاطراف الاخرى الفاعلة على الارض في شرق سوريا أي قوات الجيش السوري وحلفائه في الميليشيات الشيعية التي تديرها ايران، اضافة الى الدور الروسي العسكري، توحي بان هناك احتمال كبير بان ينجح الائتلاف الثلاثي :السوري-الايراني-الروسي في المستقبل المنظور في استعاد السيطرة على الرقة ودير الزور بما في ذلك حقول النفط اما بالقوة ام بتفاهم بين النظام في دمشق وقوات الحماية الشعبية، التي تدرك انها لاتستطيع البقاء في الرقة، ولكن يمكنها استخدام تحريرها للمدينة كورقة تعزز من موقعها التفاوضي. في الرقة كما في كركوك، لا تزال ايران مرشحة لان تكون الطرف المنتصر بعد انسحاب القوات الخاصة الاميركية، وعودة وحدات الحماية الشعبية الى مناطقها.  المشاهد الاولية للرقة مروعة، كما المشاهد الذي اكتشفها العالم بعد تحرير الموصل : أرض يباب تمتد الى الافق البعيد، واهرام متفاوتة الحجم من الركام والاطلال، لا عشب ولا ماء ولا انسان فيها. يمكن ان نقول ان مشاهد مماثلة دفعت بالموْرخ الروماني تاسيتوس (توفي في سنة 120 الميلادية) ليقول جملته الشهيرة: خلقوا صحراء وأسموها سلاما.لا خيارات جيدة في العراق تدمير "الخلافة" في "عاصمتها" الرقة، تزامن مع استعادة الحكومة العراقية لسيطرتها على مدينة كركوك في عملية عسكرية للجيش العراقي، كان رأس الحربة فيها الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها ايران والمعروفة باسم "وحدات الحشد الشعبي". جاء "سقوط" كركوك في ايدي القوى المهاجمة في سياق تسوية توصل اليها رئيس فيلق القدس الايراني قاسم سليماني مع بافل طالباني نجل الرئيس الراحل جلال طالباني خلال لقاء سبق العملية، ولا تزال التهكنات تدور حول طبيعة التسوية التي دفعت بقوات البشمركة التابعة "للاتحاد الوطني الكردستاني "الذي أسسه طالباني الراحل، للانسحاب من المدينة دون قتال، وان تحدثت التقارير والتكهنات عن صفقة شملت مزيجا من المكافآت والتهديدات. هذا التطور صعق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم