العطاء

العطاء هو إحدى ميزات الله. والعطيّة الأولى التي منحها الله للإنسان إنّما هي الحياة. لذلك في صلواتنا نردّد: "يا معطي الحياة المجد لك". نمجّد الله ونسبحه ونشكره لأجل الحياة التي أعطانا إيّاها. فالحياة هي العطيّة الأساسيّة التي منحنا إيّاها الله خالق الكون وخالق الإنسان. والعطاء لا يكون عطاء إلاّ إذا اتّصف بالمجّانيّة. فالله أعطانا الحياة مجّانًا. وهو لا يميّز في عطائه بين صالح وشرّير. ويطلب منّا أن نقتدي به في علاقاتنا بعضنا مع البعض. فيقول لنا السيّد المسيح: "أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا إلى من يُبغضكم، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنّه يُطلع شمسَه على الأشرار والصالحين، ويُمطِر على الأبرار والأثمة" (متى 44:5-45). ومن يُعطي يفيض عليه الله بعطاءاته: "أعطوا تُعطَوا. فإنّكم تُعطَون في أحضانكم كيلاً جيّدًا، ملبَّدًا، مهزوزًا، فائضًا. إذ بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم" (لوقا 38:6). وعندما أرسل السيّد المسيح تلاميذه ليبشّروا بالملكوت، أوصاهم قائلاً: "مجّانًا أخذتم، فمجّانًا...