الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الأكراد يلحقون الرقة بمناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا

الأكراد يلحقون الرقة بمناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا
الأكراد يلحقون الرقة بمناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا
A+ A-

أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة أمس، أن مدينة الرقة ستكون جزءاً من سوريا "لا مركزية اتحادية"، لتربط بذلك مستقبل المدينة التي حررتها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بخطط الأكراد لإقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سوريا. 

وقالت "قسد" التي يهيمن عليها الأكراد في بيان: "نؤكد أن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديموقراطية لا مركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم". ويغلب العرب على سكان مدينة الرقة.

وأضاف البيان الذي تلاه ناطق باسم القوات في وسط الرقة: "نتعهد حماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية". وكانت معركة السيطرة على المدينة انتهت الثلثاء بعد أربعة أشهر من القتال.

وتمضي السلطات في مناطق خاضعة للأكراد في أجزاء أخرى من شمال سوريا فعلاً في خطط لإقامة نظام اتحادي بعدما بدأت عملية انتخابية من ثلاث مراحل الشهر الماضي في المناطق التي تسكنها غالبية كردية.

وأفادت "قسد"، التي تهيمن عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، أنها تنوي تسليم السيطرة على الرقة إلى مجلس مدني وقوة شرطة محلية تشكلا في رعايتها بدعم من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبعد ثلاثة أيام من سيطرتها على المدينة تماماً، أعلنت "قسد" في مؤتمر صحافي عقدته في الملعب البلدي بوسط المدينة رسمياً "تحرير ... عروس الفرات، مدينة الرقة"، التي كانت طوال ثلاث سنوات المعقل الابرز لـ"داعش" في سوريا.

وصرح الناطق باسم "قسد" طلال سلو خلال المؤتمر :"نهدي هذا النصر التاريخي للإنسانية جمعاء، ونخص بالذكر ذوي ضحايا الإرهاب ممن كابدوا ظلم وإرهاب داعش في سوريا والعالم".

ومن المفترض أن يتسلم المجلس إدارة المدينة بعدما كان تسلم العديد من المناطق المحررة في ريفها، وسيكون أيضاً المسؤول عن متابعة ملف الإعمار فيها.

وأنشئ المجلس في نيسان الماضي وهو يضم وجهاء من أبرز عشائر الرقة وشخصيات سياسية لإدارة المدينة وريفها.


تيلرسون

وشدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على أن عملية الولايات المتحدة في سوريا بعيدة من الانتهاء، ووصف في الوقت عينه تحرير الرقة السورية بأنه إنجاز مهم في مكافحة "داعش".

وهنّا في بيان صادر عنه الشعب السوري و"قسد" بتحرير الرقة، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد "نجاح الجهود السورية والدولية الحالية الرامية إلى هزيمة هؤلاء الإرهابيين".

وقال إن "الائتلاف الدولي سيواصل جهوده حتى تحرير السوريين من قسوة التنظيم الإرهابي وضمان أنه لن يتمكن من تصدير الإرهاب إلى أنحاء العالم". وأضاف أن الائتلاف "سيواصل حملته الدؤوبة لحرمان داعش الحصول على ملاذ آمن في أي مكان في العالم، وتقويض قدرته على تجنيد ونقل مقاتلين إرهابيين أجانب وتحويل أموال ونشر دعاية كاذبة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. نحن على ثقة أننا سنتغلب على هذه المنظمة الإرهابية الوحشية وسنقضي عليها".


باريس

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان "انتقالاً سياسياً متفاوضاً عليه ضرورة أكثر من أي وقت مضى" في سوريا، وأشاد بـ"تحرير مدينة الرقة" من ايدي المتطرفين الاسلاميين.

ولاحظت الرئاسة الفرنسية انه ينبغي ان تجد سوريا "مخرجاً من الحرب الاهلية التي تغذي الارهاب منذ قمع نظام بشار الأسد الحركة الديموقراطية".

وخلصت الى ان "المعركة مع داعش لن تنتهي مع دحرها في الرقة وستواصل فرنسا جهودها العسكرية ما دام ذلك ضروريا".

وكشف وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان أن بلاده ستقدم 15 مليون أورو (17.65 مليون دولار) مساعدات للمناطق التي حررها الائتلاف من "داعش" في سوريا.


تركيا

وحذّرت تركيا من ان رفع قيام "قسد" صورة ضخمة للزعيم الكردي المسجون عبد الله أوج الان في وسط الرقة يلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات المتوترة أصلاً بين أنقرة وواشنطن.

ورفعت صورة أوج الان الخميس خلال الاحتفال بانتزاع الرقة من "داعش".

وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ"قسد" امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم لدى مغادرته مسجداً في اسطنبول: "إنني أتعجب، هل تريد الولايات المتحدة أدلة أخرى كي تقتنع بأن ...وحدات (حماية الشعب الكردية) منظمة إرهابية".

وأضاف :"عرض صورة لزعيم إرهابي لحزب العمال الكردستاني يضر بالعلاقات الأميركية - التركية بشدة. وبهذه الخطوة لا تتعاون الولايات المتحدة مع الإرهابيين فحسب بل تهدد مستقبل سوريا".

ورفعت فصائل كردية نسائية صورة أوج آلان الخميس. كما عرض تسجيل فيديو وزعه المكتب الصحافي لـ"وحدات حماية الشعب" قادة ومقاتلين من الوحدات وهم يهتفون "عاش أبو!" كما يعرف أوج آلان بين أتباعه.

وأدلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتصريحات مشابهة لتصريحات رئيس وزرائه.

وتساءل "كيف تفسر الولايات المتحدة صورة أوج ألان في الرقة؟ هل هذه هي الطريقة التي يتعاونون بها معنا في الصراع ضد الإرهاب؟ إنكم لا تقفون معنا ضد الإرهاب".

وينفذ أوج آلان عقوبة بالسجن في تركيا بتهمة الخيانة منذ عام 1999.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم