الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ملصقات البارزاني مُزِّقت في كركوك... عودة القوّات العراقيّة غيّرت موازين القوى

المصدر: أ ف ب
ملصقات البارزاني مُزِّقت في كركوك... عودة القوّات العراقيّة غيّرت موازين القوى
ملصقات البارزاني مُزِّقت في كركوك... عودة القوّات العراقيّة غيّرت موازين القوى
A+ A-

"من قبل، لم يكن بامكاننا القول بفخر اننا تركمان. والآن يرفرف علمنا مجددا فوق قلعة كركوك". هكذا عبّر العراقي عمر نجاة (23 عاما) عن سروره بدخول القوات العراقية هذا الاسبوع هذه المدينة المتعددة الاتنيات.

منذ استعاد الجيش العراقي كل المناطق التي سيطر عليها مقاتلو البشمركة الاكراد بعد العام 2003، خصوصا في محافظة #كركوك، تغير توازن القوى بين مختلف المجموعات.

قبل 3 أسابيع، كان السكان الاكراد يشاركون في الاستفتاء على الاستقلال الذي نظمه اقليم #كردستان العراق في 25 ايلول. واليوم، تم انتزاع الملصقات الداعية الى التصويت الذي كان تعارضه بغداد. واستبدلت باعلام عراقية ضخمة علقت على اشجار النخيل او فوق المباني. اما الاعلام الكردية التي كانت تزين كل مصباح، فلا تزال قائمة، كذلك العديد من صور الرئيس العراقي الراحل الكردي جلال طالباني.

لكن الملصقات التي تمدح خصمه رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي كان وراء تنظيم الاستفتاء، مزقت واصبحت على الارض. وفي حي رحيم ماوه الكردي، هناك قلة من الناس في الشوارع. وفتح بعض المتاجر، مثل محل ابو سيما، أبوابه، لكن لم يتوجه احد اليه لشراء اطارات او قطع سيارات اخرى.

وقال ابو سيما انه يستفيد من هذا الوقت للعودة الى منزله، والاطمئنان الى احوال زوجته واولاد شقيقه الذين لم يتوجهوا الى المدرسة منذ 3 ايام. وأضاف: "قال المدير لنا ان ننتظر بعض الشيء، نظرا الى الوضع".


وكان يشير الى دخول القوات العراقية الاحد الى كل محافظة كركوك. خلال 3 ايام ومن دون اي مقاومة تقريبا من البشمركة الاكراد، استعادت القوات العراقية السيطرة على كل انحاء المدينة، خصوصا حقول النفط في هذه المحافظة الشمالية التي كانت موضع نزاع بين بغداد وكردستان.  

(أ ف ب) 


الاحد، خرج ابو سيما مع زوجته لفترة وجيزة من المدينة، على غرار آلاف العائلات. لكن الكثيرين عادوا منذ ذلك الحين. وقال هذا الرجل، وهو رب عائلة يبلغ 36 عاما: "كان يجب العودة، لاننا نحن الاكراد نشكل غالبية. ونحن اوائل سكان كركوك".  


غير ان التركماني عمر نجاة لا يوافقه الرأي. وقال من متجره للانسجة الواقع وسط سوق كركوك: "انها عثمانية وتركية. وكركوك تركمانية عراقية"، في اشارة الى القلعة الواقعة على بعد عشرات الامتار. وأضاف هذا الشاب: "الآن وقد تولت بغداد القيادة، نحن في أمان. لم يكن الامر كذلك في السابق حين كانت سلطة اخرى قائمة"، في اشارة الى المحافظ نجم الدين كريم الذي نظم الاستفتاء على استقلال كردستان في كركوك، خلافا لرأي السلطات المركزية وأقالته بغداد. 


عشية العملية العسكرية، ظهر المحافظ على التلفزيون لدعوة الاكراد في المدينة الى التسلح من اجل التصدي لقوات بغداد. وقرب ساحة العمال، حيث علق علم تركماني أزرق كبير، عبّر ابو حسين عن ايمانه بالتعايش بين سكان المدينة الـ800 الف. يشكل الاكراد في المدينة ثلثي عدد السكان، والتركمان 25%، والعرب 10%.   


وأكد هذا التاجر التركماني "اننا نعرف كيف نعيش معا"، علما ان ليس لدى جاره الكردي سوى موظفين عرب. وقال: "هذا لا يعود الى عام او اثنين. لقد تعايشنا منذ عقود كلنا معا".  


من جهته أسف محمد حمداني السني البالغ 55 عاما لان "السياسيين" في اربيل وبغداد واماكن اخرى هم ايضا مسؤولون. وقال: "هم لا يتفقون بينهم ونحن الشعب ندفع الثمن". اما رحيل مقاتلي البشمركة والمحافظ الكردي للمدينة، فكل ذلك لا يعني له الكثير. "بغض النظر عمن هم قادتنا، لا نطلب منهم سوى شيء واحد هو ان يضمنوا لنا الامن، وان نؤمن قوتنا". 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم