باقري في دمشق والسبهان في الرقة "قسد" تستعد للتعجيل في معركة دير الزور

صرح الناطق باسم "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) طلال سلو أمس، بأن حملة التحالف العربي-الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شرق سوريا ستتسارع الآن بعد هزيمة التنظيم المتشدد في معقله السابق بالرقة. 

وقال في اتصال هاتفي إن"قسد" التي أعلنت هزيمة "داعش" في الرقة الثلثاء ستعيد نشر مقاتليها لينتقلوا من المدينة إلى جبهات القتال مع التنظيم بمحافظة دير الزور في شرق البلاد.

وتقاتل "قسد" التنظيم المتشدد في دير الزور في مناطق شرق نهر الفرات. وتشن الحكومة السورية مدعومة بغطاء جوي روسي ومقاتلين تدعمهم إيران حملة منفصلة على المتشددين تتركز في الأساس على مناطق غرب النهر.

ويخسر "داعش" مساحات من الأراضي بوتيرة سريعة في دير الزور المنطقة الكبيرة الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرته في سوريا.

وتشن "قسد" والحكومة السورية حملتين منفصلتين على التنظيم هناك.

 وأكد سلو أن النصر في الرقة سيكون له "تأثير إيجابي" على حملة دير الزور حيث سيكون من الممكن إعادة نشر المقاتلين بينما تتولى قوى الأمن المحلية السيطرة على الرقة.

استسلام مقاتلين من "داعش"

وكرر الناطق باسم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل ريان ديلون أن "هدفنا هو هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وإن وجدت مناطق لا تزال تحت سيطرتهم سنفعل كل ما نستطيع لتطهير هذه المناطق".

وكشف انه "في الايام الاخيرة استسلم نحو 350 مقاتلا في الرقة الى قوات سوريا الديموقراطية، بينهم عدد من المقاتلين الأجانب تم احتجازهم بعد استجوابهم".

وأوضح انه بذلك يرتفع الى 400 عدد الجهاديين الذين استسلموا في غضون شهر واحد الى "قسد" خلال المعركة التي خاضتها للسيطرة على المعقل السابق للتنظيم الجهادي. وأضاف: "لقد رأينا أيضا أنه قبل بدء المعارك وبمجرد أن تصير المنطقة معزولة وقبل أن تبدأ العمليات الهجومية، يفر كثير من القياديين".

السبهان في الرقة

وعلمت "النهار" من مصادر متقاطعة أن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لمنطقة الرقة بعد تحريرها من "داعش" تتعلق في جزء منها بتسلم عناصر من التنظيم المتطرف يحملون الجنسية السعودية في مدينة الرقة بعدما وافقت مجموعات من الجهاديين الأجانب على تسليم أفرادها إلى سلطات بلدانهم والخضوع لمحاكمات فيها.

وقد حضر ضباط من فرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى إلى الرقة لتسلم الأجانب الأسرى الذين انضموا إلى "داعش" وقاتلوا في صفوفه، ويبلغ عدد الذين لم يستسلموا بعد استناداً الى المعلومات نحو 200، معظمهم سعوديون وشيشانيون ومن اقليم شينجيانغ الصيني.

... وباقري في دمشق

وحذر رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري الذي بدأ زيارة لدمشق، إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي السوري والأراضي السورية.

وأوردت وسائل إعلام رسمية إيرانية وسورية إن باقري تعهد تعزيز التعاون مع الجيش السوري في مواجهة إسرائيل والمعارضة المسلحة.

وصرح باقري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري العماد علي أيوب: "ليس مقبولاً أن ينتهك النظام الصهيوني الأراضي والمجال الجوي السورية في أي وقت يشاء... نحن في دمشق لنؤكد ونتعاون لمواجهة أعدائنا المشتركين، الصهاينة والإرهابيين". وقال: "رسمنا الخطوط العريضة لهذا التعاون".

وأثار اتساع نطاق النفوذ الإيراني في سوريا مدى أكثر من ستة أعوام من الحرب القلق في إسرائيل التي قالت إنها سترد على أي تهديد من عدوها اللدود إيران. وأمس، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الاسرائيلية الصادرة بالانكليزية أن وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو أبلغ تل أبيب موافقة موسكو على توسيع المنطقة العازلة عند الحدود السورية - الإسرائيلية. ونسبت الى ديبلوماسي إسرائيلي أن موسكو رفضت طلب إسرائيل إنشاء منطقة عازلة بطول 40 كيلومتراً، لكنها أعربت عن نيتها توسيعها إلى ما بين 10 و15 كيلومتراً.

ويذكر أن روسيا لم تعلق بعد على هذه التصريحات.

وكان وزير الدفاع الروسي وصل إلى إسرائيل مطلع هذا الأسبوع، وبحث هناك مع الزعماء الإسرائيليين في الأزمة السورية وملفات المنطقة الساخنة.

في غضون ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في التطورات الوضع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني ونتائج الاستفتاء بكردستان العراق.

وأعلن الكرملين أن الاتصال تم بمبادرة من الجانب الإسرائيلي.

وناقش بوتين ونتنياهو أيضا العلاقات الثنائية في سياق الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال لقاء الطرفين في سوتشي في 23 آب الماضي.