الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاختراع

سمير عطاالله
Bookmark
الاختراع
الاختراع
A+ A-
"إن بلداً مثل هذا يمكن أن يصبح اليوم بلاد الوعد لو ان العناية الإلهية تعطيه شعباً وتوفر له سياسةالراحة والحرية".لامارتينبعد مائة عام، لا يزال النقاش حول "لبنان الكبير" قائماً: مرة بالمحبة، ومرة بالازدراء، ومرة باستعادة الدعابات التاريخية في مناقشات البطريرك الحويك وكليمنصو، الصحافي الذي اصبح "نمر فرنسا".ترددت في دخول النقاش، لأنه مجرد نقاش آخر لن يغير في مواقف أو قناعات أحد. وجميعها غير مهمة لأنها لا تغير سطراً من التاريخ، ولا زيحاً من الجغرافيا. لكن طبيعة الجدل الذي لم يتوقف منذ مائة عام، تطرح سؤالاً وجدانياً قومياً على مستوى العالم: كم يجب أن يكون عمر الوطن لكي يصبح وطناً مستقلاً؟ الأميركيون لا يزالون يقولون إنهم اشتروا ألاسكا من الروس، ولويزيانا من الفرنسيين، وفي مرحلة ما، كانت منطقة المحيط الهادي وأفريقيا برمتها خاضعة للاستعمار البريطاني، والفرنسي، والألماني، والهولندي، والبلجيكي، والإسباني، والبرتغالي، كما كان الجزء الأكبر من آسيا محتلاً، وبعض اوروبا، من الاستعمار التركي. حتى أسوج والدانمارك كانت لهما مستعمراتهما، عندما كان العالم لا يزال منقسماً بين ضعفاء واقوياء.القوى الكبرى هي التي رسمت العالم كما نعرفه اليوم، لغايات سياسية واقتصادية، واستناداً إلى وقائع اجتماعية. باستثناء فلسطين، حيث أزيل وطن لإقامة آخر، الباقي كان مزارع ومنابت "طبيعية". ولأن هذه المنطقة كانت في الماضي أرض امبراطوريات وفتوحات، أصبحت بعد زوالها وانحسارها أرض أعراق وإثنيات ولغات ولهجات، وخصوصاً في تركيا نفسها، التي حاول كمال اتاتورك تقليمها بقسوة من أجل أن يضمن بقاءها، ولكن ها هو صندوق "باندورا" يهبّ اليوم من جديد.طعنت الدول الكبرى في شرعية الدول...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم