الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شبح الحرب الأهلية يحوم فوق كردستان

شبح الحرب الأهلية يحوم فوق كردستان
شبح الحرب الأهلية يحوم فوق كردستان
A+ A-


دخل أبرز حزبين كرديين في حرب مفتوحة اثر تقدم القوات العراقية في مواجهة مقاتلي البشمركة في كركوك، واتهم مسؤولون في الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بـ"سرقة" النفط من أجل تعزيز نفوذه. 

والعداء بين الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه الرئيس الراحل جلال طالباني، قديم، حتى انهما خاضا مواجهات مسلحة في التسعينات من القرن الماضي.

لكن ما أجج الخلاف هو الاستفتاء على الاستقلال الذي نظم في 25 ايلول في اقليم كردستان.

وتقول النائبة من الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي ألا طالباني إن الاستفتاء "فرضه بالقوة" رئيس رفض الاستماع الى حلفائه الذين اقترحوا إرجاء الاستفتاء الى حين إجراء مفاوضات مع بغداد في إشراف الامم المتحدة، والى اقتراحات الوساطة التي عرضها الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم.

وقال لاهور شيخ جنكي، المسؤول العام للجهاز الكردي لمكافحة الارهاب في منطقة السليمانية، معقل الاتحاد الوطني الكردستاني: "فيما كنا نقوم بحماية الشعب الكردي، كان مسعود البارزاني يسرق النفط ويعزز نفوذه".

واضاف في بيان: "اعتبارا من الآن، لن نضحي بأبنائنا من أجل عرش مسعود البارزاني".

وانتخب البارزاني، رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي أسسه والده الملا مصطفى البارزاني، رئيسا لاقليم كردستان عام 2009. ومدد البرلمان ولايته التي كانت من اربع سنوات، سنتين عام 2013.

وأمام المعارضة القوية من خصومه، قال إنه لن يترشح للرئاسة. لكنه بعد الاستفتاء انشأ "المجلس السياسي الاعلى لكردستان" برئاسته، على ان تكون مهمته "إدارة نتائج الاستفتاء والعلاقات مع بغداد والدول المجاورة".

وبشكل أعمق، يشعر قادة الاتحاد الوطني الكردستاني ان البارزاني كان يتخذ القرارات بمفرده، وخصوصاً بسبب مرض خصمه جلال طالباني الذي توفي مطلع تشرين الاول.

وفي ظل رفضه إعادة النظر في الاستفتاء وتسليم بغداد البنى التحتية والقواعد العسكرية التي سيطر عليها البشمركة خلال الفوضى التي سادت بعد هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عام 2014، اجرى الاتحاد الوطني الكردستاني مفاوضات سرية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك:"بعض قادتنا تعاونوا في اعادة انتشار القوات الحكومية في كركوك... سهلوا دخول القوات من دون مواجهات".

واضاف: "لقد اعلن العبادي عشية الاستفتاء انه سيصدر الامر بالدخول الى كركوك وسيقيل مجلس المحافظة وسيطبق القانون، لكن القادة الاكراد تجاهلوا هذه الدعوات... من جانب آخر، لم يكن الحزب الديموقراطي الكردستاني ووزارة البشمركة يهتمان بشؤون البشمركة (التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني) في جنوب كركوك، كما لم يقدما لهم الاسلحة اللازمة".

وتسيطر قوات البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني على جنوب محافظة كركوك، في حين ان الحزب الديموقراطي الكردستاني يسيطر على شمال وشرق هذه المحافظة التي تتبع بغداد، لكن الاكراد يطالبون بضمها الى اقليمهم.

وأعلن مسؤول كردي كبير يخوض معارك على الجبهة الجنوبية ان قوات البشمركة انسحبت من بعض المواقع "بعدما قتل نحو عشرة من البشمركة واصيب عشرات آخرون"، وقال: "كنا نقول منذ أيام أن تجهيزاتنا لن تكون كافية للمعركة، ولكن لم يستمع الينا".

ونددت قيادة البشمركة في اربيل في بيان "ببعض مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني"، متهمة إياهم بأنهم "خانوا وساعدوا في المؤامرة" على الاكراد.

بيد أن ألا طالباني ردت "بأن اعلام مسعود البارزاني يتهمنا بالخيانة"، ولكن "لا أحد يعلم أين هي أموال آبار النفط وانتاجها وقت يسيطر حزب بارزاني عليها منذ حزيران 2014".

وبث تلفزيون "رووداو" الذي يتخذ أربيل مقراً له أن البارزاني يعتزم توجيه بيان يحض فيه الفصائل الكردية على تفادي حرب أهلية.

وسيكون البيان الأول للبارزاني منذ أن سيطرت قوات الحكومة العراقية على مدينة كركوك الغنية بالنفط الاثنين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم