بالفيديو: كرة القدم تتهدد السلم الأهلي... شغب في الملاعب وضرب حكام!

تعيش #كرة_القدم اللبنانية حالياً شعار "فالج لا تعالج"، ومن يدري فقد تصل الأمور إلى القول المأثور "لا حياة لمن تنادي".

وبعد شغب الملاعب من تحطيم المنشآت واعتداءات طاولت أحياناً القوى الأمنية المولجة حفظ الامن في المباريات، وصولاً الى التعرّض بالشتائم إلى رموز سياسية ودينية، إضافة الى هتافات مناطقية ومذهبية، برزت في الواجهة مجدداً حالة "قديمة – جديدة" متمثلة بالاعتداء بالضرب على الحكام.

وإذا كان هناك الكثير من المباريات في الدرجات الدنيا والفئات العمرية يحصل فيها شتائم ومحاولات للاعتداء على الحكام، إلا ان ما حصل يوم السبت الماضي قبل نهاية مباراة #الحكمة مع شباب مجدل عنجر على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة ضمن منافسات المرحلة الرابعة من بطولة لبنان للدرجة الثانية، حين اعتدى بعض لاعبي واداريي الفريق البقاعي على طاقم الحكام بقيادة الاتحادي محمد عيسى، أعاد إلى الاذهان خطورة ما يحصل في ملاعب كرة القدم.

وأكد رئيس لجنة الحكام في الاتحاد اللبناني للعبة محمود الربعة في اتصال مع "النهار" ان أسباب الاعتداء لم تعرف حتى الآن، بانتظار وصول فيديو المباراة.

وأضاف: "تعوّدنا على الاعتراضات على قرارات الحكام".

وفي هذه الحالة، لا يهم أسباب الاعتداء على الحكام، حتى لو كان الحكم أخطأ في قرار ما، ومهما كان هذا الخطأ وبغض النظر عنه، فإن خطوة الاعتداء على الجهاز التحكيمي مرفوضة بالمطلق.

وفي مراجعة سريعة لما يحدث في كرة القدم، فإن البعض وصل إلى حد الخوف من تهديد السلم الأهلي بسبب ما يحصل في الملاعب، وصولاً الى حد مطالبة البعض بإقامة المباريات من دون جمهور، على اعتبار ان خسارة مباراة او بعض الأموال من الإيرادات لا تساوي شيئاً أمام خسارة البلد "لا سمح الله".

وعلى الرغم من كل ما يحصل، فإننا نلاحظ عدم وجود حلول جذرية لتلك السلبيات، فمعاقبة أي نادٍ بغرامات مالية بسبب تصرفات جمهوره أو إقامة بعض المباريات أمام مدرجات خالية لم يمنع العودة إلى الشغب، الذي بات وكأنه "ثقافة رياضية" لدى بعض الجماهير اللبنانية!

واللافت ان الاعتداء على حكام مباراة السبت الماضي، لم يكن الأول، وهو امر اعتدناه، ويا للأسف، في كل المواسم، لكنه جاء مبكراً هذه المرة!

وإذا عدنا بالذاكرة 4 سنوات، الكل يتذكر واقعة الاعتداء على الحكم بشير أواسه في ملعب العهد، وهو الامر الذي جعله يعتزل هذه "المهنة"، خصوصاً ان لا أحد يحميه.

وكما هو حال عدم الجدية في معالجة شغب الملاعب، فإن معالجة الاعتداء على الحكام أثبتت فشلها أيضاً، إذ ان الاتحاد كان يكتفي بمعاقبة المعتدين في السابق من دون إيجاد حلول جذرية تمنع التعرّض لكرامات الناس شتماً أو ضرباً، لان الاعتداء على الحكام وعدا عن كونه يدخل في خانة عدم الثقة بالجهاز التحكيمي، إلا انه يضرب "هيبة" الحكام والاتحاد معاً، وهو ما يجب ردعه فوراً.

ويمكن للاتحاد هنا ان يتخذ خطوة مماثلة للتي اتخذها نظيره السلوي من خلال التعاقد مع شركة لحماية الحكام.

وعن الحلول، أكد الربعة ان الاتحاد سيتخذ قرارات صارمة في جلسته التي ستقام اليوم الاثنين، مشيراً إلى ان قرارات اقسى ستتخذ في حال تكرار هذا الامر.

وتابع: "اللاعبون شاركوا في الاعتداء إلى جانب الجمهور، وهذا أمر مرفوض، وستتم محاسبة كل من أخطأ".

أخيراً، فإن مبدأ شغب الملاعب مرفوض بالمطلق، والاعتداءات على الحكام مرفوضة أيضاً، إلا ان التراخي في عدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بقوة وحزم يجعل رد فعل الجماهير سلبياً.