اعتداءات متكررة على مسيحيي مصر... أين الخلل؟

وتحكي القصة عن اعتداء مفاجئ من أحد التجار على القمص ميخائيل ميلاد، خلال مروره بسيارته، داخل أحد الأسواق بمحافظة قنا (640 كيلومتراً جنوب القاهرة). ووفق الرواية المتداولة: "قام التاجر فجأة بقذف القمص وهو داخل سيارته بثلاثة عيارات حديد، يزن كل منها كيلوغرامين، استطاع القمص صد إحداها بيده، فيما أصابته الاثنتان الاخريان في صدره". على الرغم من أن هناك سجلاً طويلاً لمثل هذه الاعتداءات، خاصة في صعيد مصر، والمناطق الأكثر فقرا، إلا أن الاهتمام الرسمي الرفيع المستوى، الذي تجلى خلال السنوات القليلة الماضية، والذي تمثل في زيارات رئاسية للكنيسة، وتوجيه القوات المسلحة المصرية ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" في ليبيا بعد إعدامه لمسيحيين مصريين، وتدخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحل أزمات ترتبط بملف الأقباط، أبرزها أزمة قانون بناء الكنائس، كل هذا عزز الآمال في أن تشهد أزمة اضطهاد المسيحيين معالجة جذرية، لكن يبدو أن تلك الآمال تتلاشى خلف دخان أسود ينتجه مناخ ثقافي واجتماعي يسوده التشدد وتنشب فيه صراعات سياسية ضارية.خطوط حمريقول المفكر القبطي البارز جمال أسعد لـ"النهار": "هذه حوادث متكررة، وهي نتاج للمناخ الطائفي الذي تعيشه مصر. حادثة قتل الكاهن، هي ضمن الممارسات الطائفية الإرهابية. إنها امتداد لحرق الكنائس الذي وقع بعد فض تظاهرات رابعة العدوية -التي نظمها أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين- ولكنها أيضا امتداد لتاريخ طويل لجماعات متشددة اتخذت هذا الأسلوب المتطرف منهجا لها، منذ سبعينيات...