دمٌ فتيّ تدفّق في شريان السوناتا بين شيللو وبيانو فأنعشها الجامعة الأنطونية افتتحت موسم موسيقى الحجرة بعازفين عالميين

السوناتا هي احتواء الذات بظلمتها ونورانيتها، باغتباطها وأشجانها، تعانق الروح، تبث في حواس الموسيقى ما يجعل من كاتبها كائناً يرنو إلى مكافأة حياته بالألليغرو أولاًّ، ورثائها في الأداجيو ثانياً، وصولاً إلى الحركة الثالثة وبها العودة إلى فجر واعد بعد ليل مكفهرّ. الجامعة الأنطونية افتتحت مساء الثلثاء موسم موسيقى الحجرة، بمؤلّفات سوناتية، لفوري وشومان ودوبوسي وشوبير وشوستاكوفيتش، على خط متشابه بليريكيّته وبراعة بلوغه الحواس البشرية، ولا سيّما حين يقوم الأداء على ثنائي عالمي، فرنسوا سالك على الشيللو، وكلير- ماري لو غاي على البيانو، جاءا بدعوة من الأب توفيق معتوق الأمين العام للجامعة الأنطونية ومديرها الفني، لليلة واحدة، كم كانت غنيّة بقيمتها الموسيقيّة ورهافتها العاطفيّة. في هذا الانسجام الروحاني، بين أوتار الشيللو وملامس البيانو دخلنا في صميم السوناتا، في ليلها وانبلاج الضوء عليها. فهذه القماشة المنسوجة من خيوط الشمس الطالعة والغروب الرمادي، استهلّها الثنائي برثائية لغبريال فوري، افتتاحية حزينة وقاتمة، ارتفع بها الشيللو معظّماً...