الجزء السابع من " البطريرك صفير حارس الذاكرة "... وثائق أحداث سنة 1991

أصدر ناشر مذكرات البطريرك نصر الله صفير بوثائقها الأصلية الزميل جورج عرب الجزء السابع من السلسلة متضمناً وثائق أحداث سنة 1991 . يقع الكتاب في 640 صفحة محافظاً على خلفية الغلاف ذاتها المتمثلة بصورة البطريرك صفير مع رقم الإصدار . وتم الإصدار بدعم سابق من رجل الأعمال المرحوم حكمت قصير ، صديق البطريركية المارونية ، ومن الأستاذ غسان خوري المصّر على ضرورة استكمال اصدار السلسلة . وصدّر البطريرك صفير الكتاب بنص مكتوب بخط يده في 9 أيلول 2015 ، ضمّنه الأمل " باستكمال هذه السلسلة جلاء للحقيقة المتصلة بتاريخ الكنيسة ولبنان " ثم مقدمة الناشر بعنوان " وقائع 1991 : انحراف الطائف وغربة المسيحيين ، وقوة الرئيس قيمه " . وأبرز الخلاصات ، استناداً الى المذكرات ، تحول المسيحيين بعد اخراج العماد عون من بعبدا الى معترضين بالإجماع على مسيرة اتفاق الطائف ، " وندباً للحظوظ " على السيادة وعلى تشكيل الحكومات وتعيين النواب بقرار سوري، حال التراخي والضعف المسيحيين ، بالرغم من محاولات خجولة سرية لمواجهة الطائف لم تكتب لها عناصر النجاح . والسبب يعود بصورة أساسية الى ان البطريرك صفير لم يؤمن الغطاء المطلوب لتوجه قوى " الممانعة " المسيحية آنذاك ، بعد العماد عون ، وهي القوات اللبنانية والكتائب وبعض النواب المستقلين .

وتقود الوثائق الى فهم أكبر لمسار " التمهيد المسبق " سنة 1991 لاخطر ما أـقدم عليه المسيحيون و"كمّل" عليهم ضعفاً وتراجعاً ، وهو مقاطعة الإنتخابات النيابية سنة 1992 . وتبيّن وثائق المذكرات كيف يبدل السياسيون مواقفهم بسهولة تبديلهم ثيابهم ، كما يقول البطريرك صفير ، وموالو الأمس زمن المكاسب والمغانم هم ثوّار اليوم حين غابت مواسم المكاسب هذه ، أمام قوة رئيس الجمهورية . ومعايير هذه القوة فهي قيم الرئيس الروحية والأخلاقية وترفعه وتحصيله حال المرجعية الوطنية . وكما كان يردد البطريرك صفير متسائلاً بمرارة : "كيف بإمكان أي رئيس للجمهورية أن يعطي القدوة بالمثل الصالح الحي اذا تحول شريكاً في منظومة الفساد على أنواعه ... " ؟

ويتضح عدم جدية سوريا – وربما عدم علم قيادتها المركزية –في كل ما طرح من " مبادرات " حوارية بينها وبين البطريرك صفير ، بالرغم من لقاء سري عقد في بكركي حين استقبل البطريرك موفداً عسكرياً لم تكن زيارته الا من " تأليف وتلحين لبناني " ، كما يردد البطريرك صفير . وأحدثت الأزمة تصدعات كبيرة في الجسم الإكليريكي من موقع البطريرك قمة الهرم الى مجلس المطارنة والرؤساء العامين حتى الطلاب الإكليريكيين المبتدئين .

وتنتهي مذكرات 1991 حاملة أول مؤشرات اقامة تجمع حول بكركي " لدعم تطلعات ، وتوجهات البطريرك صفير " ، وتكشف بالأسماء والوقائع المراحل الإعدادية لقيام ما عرف لاحقاً بلقاء قرنة شهوان... .

      ويتناول الفصل الأول وقائع ندوة تقديم الأجزاء الرابع والخامس والسادس للبطريرك صفير في بيت عنيا – حريصا في 23 نيسان 2015 ، وتمهيدها للمحامي جوزف فرح ، ومداخلات أنطوان اقليموس ، ونعمت افرام وأنطوان أزعور وجوزف غصوب ، وكلمة المطران مارون العمار ، والإختتام بكلمة البطريرك بشارة الراعي .

.