الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السعودية وروسيا ترسّخان تقاربهما باتفاقات في مجالي الطاقة والتسلح

السعودية وروسيا ترسّخان تقاربهما باتفاقات في مجالي الطاقة والتسلح
السعودية وروسيا ترسّخان تقاربهما باتفاقات في مجالي الطاقة والتسلح
A+ A-

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحليف التقليدي لواشنطن، أمس، تقاربهما بتوقيع اتفاقات مهمة في المجال العسكري ومجال الطاقة، حول الزيارة الاولى للعاهل السعودي لروسيا. 

وتوج الاعلان عن عقد يفتح الباب أمام شراء الرياض أنظمة دفاع جوي روسية "اس- 400"، ضمن عقود اخرى بمليارات الدولارات، أشهراً من الحوار بين البلدين، وهو يؤشر للدور المتنامي لروسيا في الشرق الاوسط.

وقال بوتين في مستهل اجتماعه مع الملك سلمان في قاعة فخمة بالكرملين: "انا مقتنع بأن هذه الزيارة ستعطي دفعاً جيداً لتطوير العلاقات الثنائية" بين موسكو والرياض.

وفي الاجمال وقّع 15 عقداً تبلغ قيمتها "مليارات الدولارات"، استناداً الى رئيس صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة كيريل ديمترييف.

وبين العقود مذكرة تفاهم وقعت بين الوكالة الروسية المكلفة صادرات المعدات العسكرية "روسوبورونسكبورت" والشركة السعودية للصناعات العسكرية.

ويفتح هذا التوقيع الباب أمام شراء الرياض نظام الدفاع الجوي بصواريخ "اس- 400" وهو نظام بالغ القوة اقتنته تركيا أخيراً مما أثار انتقادات واشنطن. كما شملت المذكرة أنظمة مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ.

وجاء في بيان للشركة السعودية أن "الطرفين سيتعاونان لاقامة مشروع لتصنيع نظام الدفاع المضاد للطائرات اس-400 وصيانة قطعه" في المملكة، مشيراً الى "نقل تكنولوجيا" بالنسبة الى معدات عسكرية أخرى.

وينص اتفاقان آخران خصوصا على انشاء صندوقين مشتركين للاستثمار في مجالي الطاقة والتكنولوجيا المتطورة. وتبلغ قيمة كل منهما مليار دولار.

بيد ان هذه الاتفاقات الموقعة مع روسيا تبقى دون تلك التي وقعت مع الولايات المتحدة في ايار في مناسبة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة ومنها عقود شراء أسلحة بقيمة 110 مليار دولار.

ورأى المحلل السياسي فيودور لوكيانوف أنه مع روسيا "لم تفعل السعودية سوى انها شجعت شريكاً تحرص عليه". وقال: "لكن السعودية تعترف بذلك بروسيا باعتبارها فاعلاً مهماً في المنطقة في حين كان الخطاب قبل عامين أو ثلاثة مختلفاً، وبلغ حد التهديدات المباشرة. هناك احترام أكبر للروس حالياً".

وروسيا والسعودية بين اهم الفاعلين في النزاع في سوريا حيث كان أيلول الشهر الاكثر دموية في 2017 مع سقوط ثلاثة آلاف قتيل على الاقل احصاها "المرصد السوري لحقوق الانسان".

وعلى غرار اليمن، تختلف مواقف البلدين في سوريا حيث تدعم موسكو السلطات السورية في حين تدعم الرياض المعارضة السورية.

وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن نقاش "صريح" في شأن الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال ان الزعيمين يتقاسمان الشعور بـ"ضرورة التوصل الى حوار يقوم على الاحترام بين الاطراف المعنيين كافة لتسوية هذه المشاكل".

وكان الاتحاد السوفياتي الدولة الأولى تعترف بالمملكة العربية السعودية عام 1926، لكن أي عاهل سعودي لم يزر الاتحاد السوفياتي أو روسيا في السابق، كما لم يزر بوتين المملكة الاّ مرة واحدة عام 2007.

ومما شجع التقارب اخيراً بين موسكو والرياض دوراهما الاساسيان في اتفاق كبار منتجي النفط مما أتاح وقف انهيار أسعاره الذي أضر باقتصادي البلدين.

وعبر العاهل السعودي خلال المحادثات عن الامل في مواصلة التعاون "الايجابي" بين البلدين من أجل استقرار اسواق النفط العالمية.

وتأتي زيارة العاهل السعودي، الذي سيجتمع اليوم مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، قبل شهر من اجتماع جديد لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك" التي تتزعمها الرياض. ويفترض ان يبحث خلال هذا الاجتماع في امكان تمديد الاتفاق بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في "اوبيك" مثل روسيا في شأن الحد من انتاج النفط لتقليص العرض المفرط.


لافروف والجبير

واعتبر وزير الخارجية الروسي اثر هذه المحادثات ان الاتفاقات التي وقعت "تتيح رفع الشركة الروسية - السعودية الى مستوى غير مسبوق". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير عقب المحادثات بين بوتين والملك سلمان، إن الزعيمين ركزا على كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن والأزمة الخليجية، إلى التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية.

وأوضح أن الملك سلمان قوّم ايجاباً، خلال محادثاته مع بوتين، الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية في إطار منصة أستانا، فيما شدد بوتين على أن روسيا ترحب بجهود الرياض لتوحيد المعارضة السورية للمشاركة في المفاوضات.

وأفاد الجبير أن المحادثات بين بوتين والملك سلمان كانت "إيجابية وودية وبناءة جداً"، وأن الجانبين بحثا في قضايا اقتصادية وثقافية وسياسية والتحديات التي تواجهها المنطقة. وقال إن اللقاء شهد "تطابقاً للآراء" حول المسائل التي تم التطرق إليها، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية - الروسية "تطورت إلى أفق أفضل مما كانت وأصبحت مميزة".

وأكد أن بلاده تعمل بشكل مكثف مع روسيا لتحقيق التسوية في سوريا وتبذل جهودا لتوحيد المعارضة السورية، قائلاً: "نعمل مع روسيا عن قرب لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة وتوسيع نطاقها لتستطيع دخول العملية السياسية في جنيف". و"نؤيد محادثات أستانا وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمؤسسات السورية".

وجدد موقف بلاده المؤيد لوحدة أراضي العراق وأهمية محاربة الإرهاب.

ولدى تطرقه إلى الشأن اليمني، قال الوزير السعودي: "في اليمن، ندعم جهود المبعوث الدولي والبحث عن تسوية على أساس المبادرة الخليجية والقرارات الدولية".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم