الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"رابطة إيليج" احيت ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" تأكيد التمسك بالخط التاريخي للكنيسة وبالارض

بيار عطاالله
A+ A-

تحت عنوان "كل شبر بندر"، كان موضوع بيع الاراضي والسماسرة العنوان الذي اختارته "رابطة سيدة إيليج" للذكرى السنوية لـ "شهداء المقاومة اللبنانية"، حيث اجتمع المئات من اهالي الشهداء وقدامى المقاتلين وعائلاتهم في باحة دير سيدة إيليج في اعالي جبيل، قرب مدافن الشبان الذين سقطوا خلال الحرب، وحيث غرست اشجار أرز تخليداً لذكراهم الى جانب من سقطوا اغتيالاً منذ عام 2005، في مناسبة اصبحت خاصة لمجموعة "رابطة إيليج" بعدما اصبح لحزب "القوات اللبنانية" احتفاله وشعائره الخاصة في هذه المناسبة. لكن اللافت في الاحتفال كانت الصخرة التي وضعها المنظمون عند المذبح، علماً ان غالبيتهم من قدامى المقاتلين وفيها الكثير من العبر والدروس، وكتب عليها: "نتذكر ونتعلم حرب لبنان 1975 – 1990: 134 الف ضحية، 17415 مفقوداً و 13 الف معوق" .


القداس الذي اقيم برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ترأسه الاب ميشال عبده وعاونه الابوان جوزف الدكاش ويوسف متى، وخدمته جوقة إيليج، في حضور النائب سامر سعاده ورئيس "حركة الارض" طلال الدويهي وحنا عتيق عن "القوات اللبنانية – الحركة التصحيحية" وانطوان نجم وحشد من ممثلي الاحزاب والهيئات والمعوقين والاهالي. وركز الاب عبده على معنى عنوان "كل شبر بندر" والتمسك بالارض مساحة حرية، والتأكيد ان رفض بيع الاراضي وانتقال ملكيتها الى غير المسيحيين وغير اللبنانيين انما يشكل ركيزة العيش المشترك وبقاء لبنان التعددي. وحمل على السماسرة الذين وصفهم "بمن يهدمون الهيكل اللبناني على اهله وعلى تمايز لبنان وفرادته وتعدديته".
والقت السيدة ماري بطرس زوجة الشهيد نبيل يوسف، كلمة "رابطة إيليج"، ومما جاء فيها: "ان الشهداء لم يسقطوا لتُباعَ الارض على يدِ سماسرةِ السياسةِ والمال (...)". وحمّلت على "سياسيين قزّموا التطلعاتِ وأبادوا الطموحاتِ، وتلّهوا بالقشور والقصورِ بينما الأرضُ تزحلُ من تحتَ أقدامهم، والشبابُ يرحلُ يأساً من صراعاتِهم التي لا نهاية لها(...)"، مشددة على ان "دور المسيحيين اللبنانيين لا يعتمد على دولٍ ومرجعياتٍ خارجية، تنهشُ بأدواتٍ داخليةٍ من شعارِ لبنانَ أولاً ودولة المؤسسات والسيادة، بل على التزام تعاليم الخط النضالي التاريخي للكنيسة والتمسك بالارض وضربات المعاول وحبر القلم وعيش المحبة والتلاقي، لا بقرقعةِ السيوفِ وصهيلِ الخيل".
واشارت الى ان الوفاء للتضحيات يكون "بحفظ ألارث نقياً طاهراً تتعلّمُ الأجيالُ منه الحكمةَ والوعيَ لكي لا تعودَ وتتكررَ الاحداثُ والمآسي والأثمانُ الباهظة (...). وخلصت الى تأكيد "الوفاء والانتماء للخط التاريخيِّ للكنيسةِ في لبنان، ليبقى المسيحيون علامةَ حريةٍ ورجاءٍ لكلِ شعوبِه.
وبعد القداس، تم تكريم الزميلة فيفيان صليبا داغر ومنحها درع "سيدة إيليج"، ثم سارت مسيرة يتقدمها حملة الاعلام والاكاليل وعائلات الشهداء الى المدافن حيث رفعت صلاة البخور ووضعت الزهور على الضرائح.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم