اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يُكثر سكان الجرود الشمالية هذه الأيام من أعمالهم الحقلية والبيتية لتخزين المؤن للشتاء المقبل، فالمزارعون إلى حقولهم قبل انبلاج الفجر ولا يعودون منها إلا بعد المغيب؛ يقطفون التفاح إلى مستودعات التبريد ويشذّبون الأشجار ويحرقون نفايات الحطب وينشرون الدخان الكثيف في المكان.
ويُعدّ السكّان المؤونة البيتية من حقولهم؛ من المربيات وربّ البندورة والكبيس وعصير العنب لاستخراج العرق والخلّ والنبيذ.
أما البعض الآخر فبدأ زراعة الغرس الجديد المثمر أو للزينة بجوار المنازل، وهم ينقلون غرسهم بسياراتهم التي بدت أشبه بجنائن سيّارة.
أما الرعاة وقطعان الماعز والغنم، فلهم الطرق الرئيسة والفرعية يجتازونها بدون إذن أحد وكيفما يشاؤون، سعياً وراء فضلات التفاح الباقية في الأراضي بعد القطاف أو وراء أغصان خضراء شُذّبت ولمّا تُحرق. الجرود هذه الأيام كخليّة نحل تسابق الشتاء والأمطار، والكلّ يعمل وفق الحكمة القائلة "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً".
