الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مشاريع هندسيّة لبنانيّة تنافس المشاريع المعماريّة العالميّة

المصدر: النهار
علي عواضة
علي عواضة
مشاريع هندسيّة لبنانيّة تنافس المشاريع المعماريّة العالميّة
مشاريع هندسيّة لبنانيّة تنافس المشاريع المعماريّة العالميّة
A+ A-

مشاريع عديدة قدّمتها مجموعة مهندسين لبنانيين شاركوا في UIA (اتحاد العالمي للمهندسين المعمارين) المقام في سيول... مشاريع ألقت الضوء على بلد صغير من المساحة، إلا أنه كبير في القدرات الإبداعية وتقديم ما هو الأفضل لمصلحة لبنان، بل العالم أجمع. 

المشاريع المقدمة  نالت إعجاب المنظمين، فتحوّل المكان المخصّص للبنان، بحسب العديد من المشاركين، إلى مقصد للطلاب والمهتمين بالهندسة المعمارية.

"النهار" تواصلت مع أصحاب المشاريع الأربعة، فأكّدوا جميعاً افتخارهم بمشاريعهم وانبهار المهندسين العالميين بما قدّم لبنان من "نقلة نوعية في مجال الهندسة المعمارية".

المهندسة لينا غطمة أعادت، بالشراكة مع مهندس إيطالي وياباني، تصميم المتحف الأستوني الذي افتتح في العام المنصرم، بعد 10 سنوات من التصميم والعمل الدؤوب، وقد عُدّ إعادة إحياء للذاكرة الأستونية بعد سنوات الاحتلال الطويلة بين الألمان والسوفيات التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩١.

مساحة المتحف ٣٤ ألف متر مربع، ويعدّ أضخم منشأة ثقافية على الإطلاق في كل جمهوريات البلطيق، مستضيفاً ١٤٠ ألفاً من المقتنيات التي تعكس التاريخ الثقافي للشعب الأستوني من العصور الحجريّة إلى اليوم، مروراً بالتقاليد والطقوس والرموز الشعبيّة للسكان الأصليين للبلاد، وهو من دون شك أضخم مباني أستونيا وأكثرها كلفة.



يمتدّ مبنى المتحف الضخم ٣٥٠ متراً كمكعّب زجاجيّ هائل يرتفع سقفه بميل تدريجي كأنه يحلّق من مدرج المطار العسكري القديم، معبّراً بذلك عن تاريخ البلاد. في القرب من الفوهة، وُضعت المكاتب، وأمكنة التلاقي والقاعات. وقربها تبدأ قاعة المتحف بعرض أمتعة ترجع في الزمن كلما مشينا داخل المبنى، حتى نصل إلى العصر الحجري في آخره.

أما المشروع الآخر الذي نال إعجاب الحاضرين فقد قدّمه كلّ من المهندسين أنطوان فشفش وميشال داود، عن مشروع إعادة تأهيل سوق الحراج في طرابلس.

المشروع أعاد إحياء السوق العائد إلى العهد المملوكي بتمويل من صندوق وزارة الخارجية الألمانية للحفاظ على التراث الثقافي، وأزال الأضرار التي وقعت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وأعاد تأهيل البنى التحتية. وجمع العمل بين التقنيات والموادّ التقليدية مع حلول حديثة، فقد أشار الدكتور فشفش إلى أنّ المشروع جاء لإعادة إحياء السوق ولكن بطريقة مميزة، وكأن السوق ما زال على قيد الحياة منذ سنوات طويلة، وهو يمتدّ على 22 متجراً بعلوّ 3 طبقات وقد نال المشروع جائزة "الترميم وإعادة تأهيل هندسة التراث العمراني" على اعتباره واحداً من أهمّ المشاريع التراثية في المدينة، إذ أكّد فشفش أنّ المشروع نال إعجاب أصحاب المحالّ التجارية فهو قد أعاد إحياء السوق وحرّك العجلة الاقتصادية للسكان.



أما المشروع الثالث فقد قدّمه المهندس الشابّ ألكسندر زين الذي صمّم مشروع بناء مخيّم نموذجي يُؤوي اللاجئين، وبتكلفة بسيطة يمكن أن يستفيد منه جميع اللاجئين في العالم والمتضررين من أيّ إعصار أو أزمة مفاجئة قد تحلّ بالشعوب.




فكرة المشروع أتت بعد أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، حيث عرف ألكسندر عن المشروع بأنه مخيم غير عشوائي يقوم به مهندس معماري لا النازحون أنفسهم كما حصل في بعض المخيمات في لبنان، وذلك عبر نظام يصلح في أيّ أرض ولا يرتبط بمكان محدّد ضمن معايير هندسية وشروط تضمن بقاءه ونقله إلى مكان آخر عند الحاجة، فهو يسمح لقاطنيه باستثمار الأرض والإفادة منها زراعياً كي يعتاشوا منها. الشابّ المثابر على عمله يحلم بأن يتحوّل مشروعه إلى حقيقة فلا "يمكن أن يبقى اللاجئون حول العالم بهذا الشكل، ومن واجبنا كمهندسين خلق مخيمات سليمة لهم تلبي حاجاتهم وفي الوقت نفسه يستفاد من الأرض بعد الانتهاء من الأزمة".

أما المشروع الرابع فقد كان "مشروع باك يارد"، وهو سلسلة مطاعم في منطقة الحازمية للمهندس برنار ملاط، وقد استعمل موادّ للمشروع غير مكلفة إذ يضمّ المشروع سلسلة مطاعم بتقنية مميزة، كذلك ملاعب للأطفال، وما يميز المشروع أنه يستقبلك بطريقة مميزة ونموذجية من إعادة التدوير والموادّ الصديقة للبيئة.

اعتمدت خطة التصميم على مبدأ "التعلّم من بيروت" وعملت على تجسيد فكرة "الفوضى المنظمة" حيث يرى الزوار تداخل في اجزاء المشروع وارتباطها في ما بينها بعدد من جسور المشاه التي تعتمد في هيكلها بشكل اساسي على اعادة تدوير الحديد في المشروع نفسه وكذلك الادراج وقنوات المياه لإكمال التفاعل البصري...









حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم