الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

القصيدة تكوي عينيها بالملح حين يغرق الهاربون

ميسون شقير
القصيدة تكوي عينيها بالملح حين يغرق الهاربون
القصيدة تكوي عينيها بالملح حين يغرق الهاربون
A+ A-

القصيدة أم 

تربّي أبناءها

كي يعودوا صغاراً


تطبخ لهم نار دهشتها

بحكمة

وحين تستوي

بكامل طعم الحطب فيها

تقدم لهم 

وجبة من جوع

 على طبق

من ماء
.


القصيدة أم

والشاعر خارجها يتيم

يدخلها كي يعبر النار

 بين غيمتين

يمد أصابعه

 ويحرق

 قلبه
.


القصيدة أم

تربّي صوت أبنائها

وتترك شعر بنتاها للريح

ولقلوب العابرين.


ترثو لأبنائها الطرق البعيدة

وتحيك لهم آثار أقدامهم

كي لا تجف.


وحين يغرق أولادها الهاربون 

تكوي عينيها بالملح

وتطعم قلبها

وأصابعها
لفراخ الأسماك الصغيرة.


أما حين

يموت أولادها تحت التعذيب

شعرها الطويل

يسقط دفعة واحدة

وتحف قلبها

على حجر
.


وكلّ صباح

 تعجن كلّ صباح

ما طحنته الطائرات من البيوت

وتوزع خبزها

على كل هذا العالم

كي

لا يشبع أحد.


القصيدة أم

تقول لأولادها:

وجوه كلّ الشهداء

تشبه وجه المسيح

لا شيء تغيّر

عيون كلّ الأمهات

تشبه عيون مريم

لا شيء تغيّر

لكني حين صعدت

نفس السماء

لم يكن الله أبدا

هو الله
.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم