توتر غير معهود بين واشنطن وأكراد العراق

مضمون بيان تيليرسون ولهجته فاجأتا ايضاً الاوساط الاميركية المتعاطفة تاريخياً مع الاكراد إن كان في الكونغرس أو مراكز البحوث أو في الاوساط الصحافية. ويقول المتخصص بالشؤون الكردية والتركية لـ "النهار"، هنري باركي، إن بيان تيليرسون "سيشجع بغداد وتركيا وايران على اعتماد سياسات متشددة للغاية ضد الاكراد بما في ذلك المطالبة بالغاء نتائج الاستفتاء، واتخاذ إجراءات عقابية لعزل وحصار المنطقة الكردية في العراق". وبعد ان يشير باركي، استاذ العلوم السياسية في جامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا، الى المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين العراقي والتركي قرب المنطقة الكردية، والمناورات القريبة بين الجيشين العراقي والايراني، يضيف "الصحافة التركية تحرض بشكل نافر ضد الاكراد في العراق، وتتحدث بعض المقالات عن المناطق التي ستحتلها القوات التركية باحتلالها في العراق". ويعترف باركي بأنه لا يعرف أي تفسير عقلاني لموقف تيليرسون، ويرى انه نظراً إلى أن بعض المناصب البارزة والحساسة في الخارجية لا يزال شاغراً، (بما فيها منصب مساعد الوزير لشؤون الشرق الاوسط، الذي يشغله موقتاً السفير دافيد ساترفيلد الذي يعتزم التقاعد) وليس من الواضح من يقرر السياسة الاميركية تجاه الاكراد في مجلس الامن القومي، من الصعب معرفة أبعاد بيان تيليرسون، وخصوصاً أن واشنطن، التي حاولت قبل الاستفتاء إقناع القيادات الكردية تأجيله، لم تقترح التوسط بين بغداد وأربيل لاحتواء الوضع ومنع حدوث استفزازات أو أي اجراءات قد تفسر على انها تحضير لعمل عسكري. ويضيف باركي "الضغط القوي على مسعود برزاني، او مطالبته بالتراجع عن نتائج الاستفتاء، الذي حظي بتأييد الاكثرية الساحقة من الاكراد لن يفيد بشيء لأن برزاني لا يستطيع...