اتركوا جثتي تأكلها العصافير

اسم 

حفار القبور  

يحضر الشواهد للمدينة

وينسى نفسه

في إحدى اللحظات

وهو شارد عن الحياة

يكون قد حفر قبراً لشخص مجهول

يحدث هذا مرة واحدة

يكون قد حفر قبره بيديه وهو لا يعلم

الشاهدة دائما جاهزة

ينقصها فقط الاسم.

زاوية الرؤية المائلة

النورسة التي سقطت قريبا من البحر 

لم تمت بعد

كانت تحتضر

كان الموج بكل براءة بحرية

يغسلها

يقفز من فوقها

ثم يعود ليمسدها

كانت تنظر بعين آخيرة

مثل كائن يودّع كل شيء

الماء الذي يتساقط من عينيها

كان بكاء مالحاً

كانت تنظر

كيف يمسح الموج آثار الأقدام فوق الرمل

هذه زاوية الرؤية المائلة

زاويتي الشخصية المميتة

كيف تصادف وجودي مع الموت

أردت أن أحملها

لم تكن لديّ الجرأة

أن أرفع كائناً من الموت

لم تكن لديّ الجرأة

أن أرفع نفسي من هذا الموج

هذه الحياة نهر يغمرنا.

أجلس إلى طاولتي بعيد من البحر

ولكني لا زلت

أنقط ماء تلك اللحظة.

زقزقات

لن أغادر هذه المدينة 

بعد موتي

إن استطعتم الوصول إليّ

اتركوا جثتي تأكلها العصافير

أحب

أن

أرجع

على

شكل زقزقات.