الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كردستان تحت الحظر الجوي وواشنطن لا تعترف بالاستفتاء

كردستان تحت الحظر الجوي وواشنطن لا تعترف بالاستفتاء
كردستان تحت الحظر الجوي وواشنطن لا تعترف بالاستفتاء
A+ A-

غادرت الرحلة الدولية الاخيرة مطار أربيل في إقليم كردستان العراق أمس، بعدما فرضت حكومة بغداد حظراً جوياً على الإقليم رداً على استفتاء على الاستقلال واجه معارضة واسعة من قوى أجنبية. 

وعلقت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية استجابة لإخطار من حكومة بغداد التي تسيطر على المجال الجوي للبلاد.

وكان مطار أربيل أكثر ازدحاماً من المعتاد مع مسارعة الركاب الى اللحاق بآخر الرحلات المغادرة للإقليم قبل الحظر الذي بدأ الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينيتش) الجمعة.

ولا يسري الحظر على الرحلات الداخلية من كردستان وإليها، لذا من المتوقع أن يصل المسافرون إلى هناك بالتوقف في الغالب في مطار بغداد الذي سيواجه ضغوطاً نتيجة الرحلات الإضافية.

وأعلنت مديرة مطار أربيل الدولي تالار فايق صالح أن منع الرحلات من مطاري إقليم كردستان واليهما لا يشمل الرحلات الإنسانية والعسكرية والديبلوماسية.

والقيود على الرحلات الدولية ستحدّ على الأرجح من قدوم رجال الأعمال والمغتربين الأكراد، وستؤثر على صناعات متعددة منها الفندقة والخدمات المالية والنقل والعقارات.

وبث تلفزيون "رووداو" الذي يتخذ أربيل مقراً له، إن أكثر من 400 شركة سفر وسياحة كردية تأثرت مباشرة بحظر السفر الذي يهدد أيضاً سبعة آلاف وظيفة في القطاع.

ورفضت حكومة الإقليم الاستجابة لطلب العراق وإيران وتركيا تسليم السيطرة على المعابر الحدودية الى الحكومة العراقية.

ورداً على الرفض الكردي، قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان إن العراق يعتزم السيطرة على المنافذ الحدودية مع إقليم كردستان "بالتنسيق" مع إيران وتركيا.

ويشير البيان على ما يبدو إلى أن القوات العراقية تخطط للتحرك صوب المنافذ الحدودية التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان من الجانبين الإيراني والتركي وذلك رداً على استفتاء الأكراد على الاستقلال عن العراق. وقال:"تنفيذ قرارات الحكومة المركزية في ممارسة السلطات الاتحادية صلاحياتها الدستورية لإدارة جميع المنافذ الحدودية والمطارات يجري بحسب ما هو مخطط له بالتنسيق مع الجهات المعنية ودول الجوار ولا يوجد أي تأجيل في الإجراءات".


السيستاني

وتدخل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني ليعارض انفصال إقليم كردستان ويزيد الضغط على الأكراد في خطبته الأولى التي تتناول شأناً سياسياً منذ أوائل العام الماضي.

وقال أحمد الصافي الذي كان يلقي خطبة الجمعة نيابة عن السيستاني في مدينة كربلاء جنوب بغداد إن المرجع الأعلى دعا حكومة إقليم كردستان "إلى الرجوع للمسار الدستوري" في سعيها الى تقرير مصير الشعب الكردي.

وكثفت بغداد الضغط على الأكراد وطالبتهم بإلغاء نتيجة الاستفتاء، بينما دعا مجلس النواب العراقي إلى إرسال قوات لاستعادة السيطرة على حقول النفط الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.

وطالبت بغداد أيضا الحكومات الأجنبية باقفال بعثاتها الديبلوماسية في أربيل.


واشنطن مستعدة للتوسط

وصرّح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن "الولايات المتحدة لا تعترف بالاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم كردستان من جانب واحد يوم الاثنين. التصويت والنتائج تفتقر إلى الشرعية وسنواصل دعم عراق موحد واتحادي وديموقراطي ومزدهر". وقال: "ندعو الى الهدوء ووقف تبادل الاتهامات والتهديدات بإجراءات متبادلة".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة تعتزم المساعدة في تيسير المحادثات لمحاولة تخفيف التوتر بين الجانبين إذا طلب منها ذلك.


الاقليم قادر على مقاومة الحصار

ومعلوم أن تركيا هددت باقفال خط الأنابيب الذي ينقل صادرات النفط الكردية والذي يمر في الأراضي التركية، لكنها لم تتخذ حتى الآن إجراءات محددة ضد إقليم كردستان.

أما إيران، فمنعت فعلاً شركاتها من نقل منتجات النفط المكرر من كردستان العراق وإليها.

وعلى رغم ذلك، رأى مسؤول في البنك الدولي أن كردستان ستتمكن من مقاومة الحصار الاقتصادي. وقال: "إنه مكتف ذاتيا في الكهرباء والوقود لأن لديه حقول النفط والغاز ومعامل التكرير ومحطات الكهرباء... لديه أيضا الأرض وموارد المياه للحفاظ على المعايش الأساسية حتى إذا أغلقت الحدود بالكامل".

ويمثل إقليم كردستان العراق شبه المستقل أقرب فرصة لإقامة دولة للأكراد في العصر الحديث. وازدهر الإقليم ابان الحرب الأهلية العراقية، لكنه ربما واجه مصاعب في الحفاظ على الاستثمارات إذا تعرض لحصار اقتصادي.

 ويعتبر الأكراد استفتاء الاثنين خطوة تاريخية لتحقيق حلم الدولة المستقلة الذي راود أجيالاً، بينما يعتبره العراق إجراء غير دستوري.

وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قال إن الاستفتاء غير ملزم، لكن هدفه هو الحصول على تفويض للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة على انفصال الإقليم سلميا. ورفضت بغداد إجراء محادثات.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم