في ما هو أعمق من الحكم بإعدام الأسير...

لا ريب ان كثراً من الذين استمعوا اول من امس الى الحكم بالاعدام الذي اصدره القضاء العسكري بحق الشيخ احمد الاسير، قد راود أذهانهم شريط ذكريات عن الماضي القريب لـ"السيرة الجهادية" لهذا الرجل التي امتدت نحو ثلاثة اعوام وهو يظهر فجأة في قلب صيدا ويوصد تحت عناوين شتى الطريق امام العابرين الى المدينة او عمق الجنوب، بادئاً ما سمّاه "ثورة" في وجه معادلات وممهداً لمعادلات مغايرة، واستذكر ايضا "رحلة" المعاناة المشفوعة بهواجس الخشية والخوف التي كانت رفيقة العابرين من عاصمة الجنوب الى ما بعدها. ... تلك محطة من مرحلة سوداوية القت بثقل وطأتها ليس على الساحة الجنوبية فحسب بل على الساحة اللبنانية من اقصاها الى اقصاها. فالممارسات "العدوانية والمتهورة واثارة المناخات الفتنوية" التي بادر اليها الاسير في عاصمة الجنوب لم تكن فريدة عهدذاك، بل هي امتداد عضوي وتشعّب لمناخات مماثلة فُرضت في طرابلس وعلى طول الحدود اللبنانية – السورية، اي جرود السلسلة الشرقية مرورا بوادي خالد وصولا الى العبدة على البحر، فضلاً عن مظاهر كانت غب الطلب في البقاعين الاوسط والغربي. وفي الوقت الذي كان الاسير يُعلي الصوت في وجه "حزب الله" ويستفز ويتحدى ويشغل بال الجميع، كانت ما عُرف لاحقا بـ"محاور" طرابلس تشتعل في جولات متواصلة، وتحولت عرسال البلدة الطرفية القصية محط انظار وفيها برزت اسماء ذاع صيتها حتى صارت بمثابة مرجعيات تحل وتربط.وعلى وهج هذا كله ولدت...