الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مناقشة لمقال صامويل تادرس ونقاطه التاريخية المهمة¶

محمود حدّاد
Bookmark
مناقشة لمقال صامويل تادرس ونقاطه التاريخية المهمة¶
مناقشة لمقال صامويل تادرس ونقاطه التاريخية المهمة¶
A+ A-
في المقال الذي أبرزته "قضايا النهار" بقلم صامويل تادرس بعنوان " حركة الصهيونية و فشل الشعوب المتحدثة بالعربية" (19 أيلول 2017) نقاط تاريخية على درجة من الأهمية تستوجب المراجعة و التعقيب. قالت مقدمة "قضايا" إن نجاح الحركة الصهيونية ارتبط بفهم مؤسسيها العميق لحقائق العالم المعاصر أكثر من العرب. ثم قال متن المقال نفسه إن مؤسسي الصهيونية أدركوا مبكراً أزمة الحداثة التي حررت الانسان من التقاليد وأزمة المشروع التنويري الأوروبيّ الذي وعد بالعدل والإخاء والمساواة والذي لم يشمل اليهود حيث تعثر في عاصفة معاداة السامية وأن العالم غير اليهودي لم يسمح لهم بالاندماح مهما فعلوا في ذلك السبيل. لا غبار على هذا الكلام. نعم أدركت الصهيونية فشل التنوير في أن يكون مبدأً عالمياً شاملاً وأن أوروبا - على الرغم من تطورها الماديّ والثقافيّ - لم تتخلص تماماً من العنصرية ولن تسمح بأن يشمل التنوير الساميين وبالأخص اليهود الذين كانوا يعيشون في شرق أوروبا و غربها. الساميون العرب المشرقيون الذين تقع فلسطين في محيطهم الجغرافي البعيدون عن أوروبا لم يتعرضوا للاضطهاد الأوروبي بالصورة التي تعرض لها اليهود في أوروبا إلا بعد الحرب العالمية الأولى وفرض نظام الانتداب الفرنسي والبريطاني عليهم. عندما يئس اليهود من التنوير الأوروبي تحولوا إلى الفكرة الصهيونية القاضية بهجرتهم إلى فلسطين. نعم عملت هذه الحركة - كما يشير المقال - على توفير الوسائل الذاتية اللازمة لتحقيقه، لكن المقال يوحي بأنّ الصهيونية اعتمدت على قدراتها الذاتية حصراٌ وحققت النجاح الذي لم يصل إلى متناول العرب. المقال يتغاضى عن أي دور لأعداء اليهود ومؤيدهم على السواء في هذا المشروع ولا يشير، لا من قريب أو بعيد، إلى نوعين من الوسائل الخارجية التي حسمت مصير المشروع الصهيوني و كللته بالنجاح:الأول، هو ما أسميه مجازاً "المساعدة السلبية" مثل مساعدة روسيا و دول شرق أوروبا التي كانت تكره اليهود بشدة وتضغط عليهم لتهجيرهم، بل لطردهم من أراضيها للتخلص منهم. وهذا ما يفسر شيئاً ما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم